علمت "الأخبار" أن بعض المقرّبين من رئيس الحكومة سع الحريري عرضوا فكرة استقالته من منصبه، "لمواجهة محاولة فرض التطبيع مع النظام السوري عليه". لكن مصادر مطلعة على موقف الحريري أكدت أنه لن يستقيل، لاعتبارات عديدة، أبرزها:أولاً، سبق لرئيس الجهورية العماد ​ميشال عون​ أن سلّف رئيس الحكومة الكثير: في التعيينات، وفي التجديد لحاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​، وفي التمديد للمجلس النيابي، وفي عدم إجراء ​الانتخابات الفرعية​، وفي إمرار عدد من المشاريع التي تخص الحريري وفريقه. ثانياً، لا وجهة سياسية يلجا إليها الحريري في حال استقالته. صحيح أن السعودية ترفع سقف خطابها في الإقليم، إلا أنها لم تقدّم خطة عمل واضحة للمواجهة. وفي جميع المواجهات السابقة التي خاضتها في لبنان وسوريا، تركته يدفع الثمن وحيداً: هزيمته عام 2008 بعد إغرائه ودعمه لمواجهة ​حزب الله​ عسكرياً، خروجه من رئاسة الحكومة بعد إجباره على التصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد، قبل إدخاله لمواجهة الأسد في سوريا ثم إخراجه منها مثخناً بالجراح. واليوم، تبدو السعودية متخبطة في شؤونها الداخلية، وفي الحرب اليمنية، من دون وجود رؤية واضحة لكيفية إدارة أمورها وحلفائها في المشرق.

وجزمت المصادر بأن الحريري لن يستقيل. لكن ذلك لا يعني أنه لن يواجه. ومن أبرز ما ظهر في هذا السياق، موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتذر عن عدم مرافقة رئيس الجمهورية في زيارة الدولة التي يقوم بها لفرنسا.