أكد الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​، خلال حفل عشاء أقامه على شرف رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والوفد المرافق، انكم استقبلتموني في ​لبنان​ حين كنت مرشحا للرئاسة واشكر استقبالكم حينها والتاريخ اليوم يكرر نفسه ، وانتم الذين التزمتم بتعهداتكم للقيام بهذه الزيارة الى ​فرنسا​، فالتاريخ يربطنا في الواقع والتاريخ يرسم العلاقة العميقة بين بلدينا ويرمز الى ما نحن عليه وانتم من المعجبين بالجنرال ديغول وهو الذي قال ان ​الشعب اللبناني​ ينبض بقلب فرنسا كما نحن ايضا ننبض بقلب لبنان ونحن ولاء بهذا الالتزام دفعنا دما في حوادث دراكار، ولدينا اتفاقات قديمة مع لبنان ورأيناها في متحف الرسوم وتعززت هذه العلاقات في بداية القرن التاسع عشر حين ساعدت فرنسا ​الموارنة​ وقد اعلن الاستقلال لبنان الكبير من قصر الصنوبر وكل ذلك يشير الى العلاقة المتنية بلبنان ولبنان هو نموذج العيش المشترك وهو الذي مر بحرب اهلية ساهمت فيها دول كبرى وهو ارض لقاء ​الديانات​ والثقافات ايضا وهو اكبر من مساحته وفرنسا ايضا هي اكبر من مساحتنها تزدهر فيها الثقافة والتاريخ والتقليد ولبنان الذي يزرع العالم بمثقفيه ومبدعيه، وابعد من هذا التاريخ فالحاضر الذي يجعل منكم رئيسا ولبنان يحقق السلام على ارضه وقد انتصر الجيش اخيرا على داعش وانتم المناضلون منذ سنوات ونحن الى جانبكم ونشارك بقوة ​اليونيفيل​ وملتزمون بالحفاظ على الاراضي اللبنانية ونحن موجودون منذ العام 1974 في القوة الدولية وسنتابع في الأسابيع المقبلة بتعزيز قوة ​الجيش اللبناني​ ونحن ايضا نأخذ بعين الاعتبار ما يتحمله لبنان من ​النازحين السوريين​ بهذا العدد الكبير في بلد صغير ولكنكم تواجهون هذا الأمر بشجاعة وسنساعدكم في تحمل هذا العبئ ونحن نعمل على بناء سلام في سوريا يعيد هؤلاء النازحين الى بلدهم ، ونرى انه في وسط منطقة متعددة فيها ​الاسلام​ و​المسيحية​ واليهودية، ولبنان المتعدد سنناضل من اجل حماية تجربته ، وسنقف الى جانبكم ونكافح معكم وهذه مهمتنا ان تتمكن الأقليات التي تجد نفسها في ازمة وكل من يحمل جزء من ثقافتنا سنعمل على حمايته .

وشكر ماكرون الرئيس عون لأنكم دافعتم دائما عن اللغة الفرنسية ونتشارك بها سوية وانا فخور لأن اكون رئيسا لهذا البلد لأن فيه باحثين لبنانيين وكتاب وادباء واطباء يحملون لبنان في قلبهم ويدافعون عنه انطلاقا من فرنسا ولدينا هذه الرؤية المشتركة بتعزيز الشراكة والثقافة التي تجمعنا وهذا هي دور الفرنكوفونية واشعر بشرف كبير لوجودكم معنا ، كما اشعر بعاطفة كبيرة تجاه اللبنانيين الذين يثبتون لي حين أراهم اليوم وارى كم يشارك لبنان في ثقافتنا والتبادل الذي تقومون به وندين لكم بالكثير.