لفتت مصادر سياسية لصحيفة "الراي" الكويتية، الى انه فيما كان بارزاً ما يشبه رمي "كرة نار" السلسلة بين يديْ الحريري مع تحييد رئيس الجمهورية نفسه عن ترؤس جلسة الحكومة أول من أمس وترْك رسْم المخارج العملية المُمكنة لرئيس الوزراء، تخشى أوساط سياسية من الإمعان بمحاصرة رئيس الحكومة وإحراجه، هو الذي أعطى إشارة امتعاض واضحة بكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق العالي النبرة الذي بلغ حد وصف لقاء باسيل - المعلّم بأنه «اعتداء على مقام رئاسة الحكومة لن يمرّ وسنواجهه بكل الوسائل» ومخالِفٌ لمرتكزات التسوية السياسية.

وإذ تتحدّث بعض المصادر عن أن خيار استقالة الحريري طُرح في الكواليس وهو على الطاولة في مواجهة ملامح "الانقلاب" على ثوابت التسوية، فإن دوائر أخرى تستبعد وصول الأمور إلى هذه النقطة في ظلّ غياب البدائل لدى رئيس الحكومة الموضوع بين مطرقة البقاء "المُكْلف" شعبياً في الحكومة وبين سندان الخروج غير المحسوب، معتبرةً أن "رفْع البطاقة الصفراء" عبر التلويح بورقة الاستقالة قد يكون في سياق توجيه رسالة إنذار بإزاء ملامح جرّ لبنان إلى تطبيع سريع مع النظام السوري من بوابة ملف النازحين، من دون أن تُسقِط ان "قطار التطبيع" بانطلاقه بـ "غطاءٍ" غير مسبوق من رئيس الجمهورية ولاعتباراتٍ تدخل فيها أيضاً عوامل الانتخابات النيابية المقبلة، يمكن ان يجعل كل الخيارات مفتوحة في لحظة معيّنة.