في لبنان كل "الجرائم" ممكنة، هذا ما اثبتته الايام من خلال ما شهدناه مؤخرا، ولكن ما نحن بصدده فاق التوقعات، اذ يبدو وكأن المجرمين الاثنين في هذه القصة وهما مرافقان شخصيان لأحد النواب، أرادا تطبيق المثل الذي يقول "حاميها حراميها". فماذا في وقائع الرواية؟.

مساء الجمعة الماضي عند الساعة التاسعة والنصف مساء، دخلت سيارة "نيسان ساني" بزجاج داكن منطقة "النخلة-الكورة" وتوقفت أمام أحد المحال التجارية في البلدة، تقول مصادر مطلعة لـ"النشرة"، وتضيف: "ترجّل من السيارة شاب مسلح و"مجعّب" ودخل المحل سائلا عن "علبة دخان"، أراد نوعا غير متوفر فأخذ غيره ومشى الى سيارته"، مشيرة الى أن الشاب الغريب أثار شكوك الشبان المتواجدين قرب المحل فسجلوا رقم السيارة قبل رحيلها.

وتقول المصادر: "عند الساعة العاشرة وعشرين دقيقة توجهت السيارة نحو شارع فرعي يؤدي في آخره الى منزل نائب آخر، وتوقفت قرب منزل أحد الأطباء الى جانب شاب مكلّف بحماية المنزل، يجلس قرب دراجته النارية، فترجّل مرافق النائب من السيارة، وهذا أهم ما جاء في حوار الرجلين:

المرافق: انا من فرع المعلومات، هل أوراقك قانونية؟

الشاب: نعم

المرافق: جيد لانك إن لم تكن كذلك سأضعك في صندوق السيارة وأحد لن يعلم مكانك

الشاب: انا قانوني وأوراقي واغراضي في الدراجة

المرافق: حسنا أفرغ الدراجة من أغراضك فهي مصادرة، ولا تجرب أن تسأل عنها لأنها متوجهة مباشرة للتلف.

بعدها تقول المصادر بأن الشاب أبلغ عددا من الأشخاص بما حصل معه، بالوقت الذي عملنا فيه أن نفس السيارة صادرت دراجة أحد جباة اشتراكات الكهرباء وأمواله المقدرّة بـ6 ملايين ليرة لبنانية، فبادر أحدهم للاتصال بفرع المعلومات و​قوى الامن الداخلي​ والاستفسار حول وجود دورية تابعة لهم في البلدة، فكان الجواب بالنفي.

وتضيف المصادر: "عندها ابلغنا المعنيين بما حصل وقدّمنا لهم رقم السيارة". وتقول: "عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل تلقينا اتصالا يبلغنا بالتوجه نحو المخفر واستلام ​الدراجة النارية​، واُبلغنا بأن هذين الشابين سرقا 8 دراجات نارية بنفس الطريقة، ولكن المفاجأة كانت عندما قالوا لنا بأنه لم يُلق القبض عليهما بل تم استعادة المسروقات فقط، لان "فلان" لا يريد بلبلة، ويعمل السارقان كمرافقين لأحد النواب".

هكذا اذا يمكن لأي كان أن يسرق والنجاة بفعلته، اذ يبدو ان المثل "حاميها حراميها" لم يعد كافيا، بل يجب أن يصبح "إحمي من يحميك ولو كان مجرما".