لفت السفير السابق للولايات المتحدة في ​بغداد​ ريان كروكر في حديث صحافي الى إن "الاستفتاء الكردي "ليس مفاجئاً"، وان ​واشنطن​ أخطأت بإعلان موقف ضده، أدى إلى تقوية بغداد وقيامها باجراءات عقابية من شأنها زيادة الأزمة تعقيداً"، مشيرا الى إن "قضية الأكراد في ​العراق​ عمرها طويل جداً، والاستفتاء غير الملزم لم يكن مفاجئاً، وحكومة ​إقليم كردستان​ تدرك مدى التعقيدات، وأن من الصعب عليها الوصول إلى دولة مستقلة من دون علاقة جيدة مع بغداد".

ورأى أن "الاستفتاء بالكاد بداية العملية وليس نهايتها، وعلى ​الولايات المتحدة​ التوسط وإدارة المسألة".

وعن دور الأطراف الخارجيين أكد كروكر إن "دور ​إيران​ هو الأكثر اشكالية في قضية الاستفتاء"، معتبراً أنه "في حال أرادت إيران خلق المتاعب يمكنها ذلك من خلال ميليشيات قادرة على زعزعة الإستقرار بسهولة"، ومضيفا: "تركيبة عدم الاستقرار في العراق تفيد إيران أكثر من غيرها أما ​روسيا​ و​تركيا​ ليستا بالضرورة في تحالف استراتيجي، وهناك حدود للالتقاء التركي - الروسي، كـــما هناك حدود للتلاقي الروسي – الإيراني".

واضاف: "إدارة ترامب ارتكبت خطأ في طريقة التعاطي مع الاستفتاء"، مشيراً إلى أن "لهجة واشنطن القوية والمتأخرة برفضها الاستفتاء حددت النبرة وأعطت ​الضوء​ الأخضر لبغداد التي ردت بشكل قوي"، لافتا الى أن "وساطة تدريجية ونبرة أكثر اعتدالاً وحيادية من إدارة ترامب هي الخيار الأفضل أمام واشنطن"، ومشددا على أن "لا مجال للتكهن بما سيحدث، إنما اذا أردنا تفادي الأسوأ علينا الانخراط".

وأشار إلى أن "عدم حدوث أعمال عنف في ​كركوك​ خلال الاستفتاء أمر مشجع"، داعيا الى "تعريف مصالحها في العراق ووضع استراتيجية سياسية كانت غائبة خلال إدارة أوباما، ولا تزال غائبة مع ترامب الذي يتبع نهج سلفه وينظر الى العراق فقط من منظار ​محاربة داعش​ والشق العسكري"، مضيفا: "وحتى "داعش" ليس مشكلة عسكرية فقط، بل لها بعد سياسي يحتم علينا النظر في هذه المشاكل"، مشددا على "ضرورة ايجاد مخرج بخفض نسبة التشنج بين إربيل وبغداد، وفتح واشنطن قنوات اتصال مع الجميع، وأن على الإدارة الأميركية أن تقرر ما اذا كانت ستلعب دوراً سياسياً، أو تجازف بخطورة قفز العراق إلى مرحلة زعزعة الإستقرار".