وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ردّ ​السلطات الإسبانية​ على استفتاء ​كتالونيا​ بأنّه "كارثة"، نافيةً أن "تكون ​إسبانيا​ دولة قمعية كما قد يتصورّها البعض"، متسائلةً "كيف لدولة حقّقت تطوّراً إقتصاديّاً وتنمية إجتماعيّةً وأرست قيم الديمقراطية في العقود الأربعة الأخيرة، أن تجد نفسها في أسوء أزمة إقليمية ودستورية؟.

ورأت الصحيفة في مقال، أنّ "المشكلة ليست في الإقتصاد لأنّ نسبة النمو في إسبانيا، وكتالونيا خاصّة، أعلى من نسبة النمو في أغلب الدول الأوروبية. وليست المشكلة عرقية لغوية أيضاً، فالعلاقة بين الكتالانيين والناطقين بالإسبانية، طيّبة"، معتقدةً أنّ "الأزمة الحالية سببها الأفكار الوهمية الّتي يتمسّك بها الجانبان. فالكتالانيون الإنفصاليون وعموم اليساريين يصفون ​الحكومة الإسبانية​ تاريخيّاً بأنّها مستبدة. وفي المقابل، يرى عموم اليمينيين أنّ الصقور أقدر على معاجلة مثل هذه الأزمات من الحمائم".

وأشارت إلى أنّ "النجاحات الّتي حقّقتها إسبانيا على مرّ العقود وكذلك الإخفاقات كلّها، مرتبطة بهذه الإرث السياسي والفكري. فوجود تنظيمات وقوانين مختلفة باختلاف مناطق البلاد، أفرز صعوبة في توحيد السوق"، لافتةً إلى أنّ "في الوقت نفسه، ساهم التنوّع في تشجيع المنافسة بين الأقاليم واستقطب التعاون والإزدهار الّذي عرفته إسبانيا منذ إرساء الديمقراطية في البلاد، وإقرار دستور 1978".

وركّزت الصحيفة، على أنّ "الحكومة الإسبانية ارتكبت خطأ فادحا بقمع الإنفصاليين الّذين قرّروا إجراء استفتاء في كتالونيا، وظهرت للعالم أنّها حكومة قمعية وغير فعالة، وأنّه كان على رئيس الوزراء ​ماريانو راخوي​، أن يسمح بإجراء هذا الإستفتاء، الّذي يخلو من أي مصداقية، ولم يكن ليحصل على أي دعم من المجتمع الدولي".