دان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ الجريمة التي وقعت في مدينة ​لاس فيغاس​ الاميركية وادت الى مقتل وجرح مئات من المواطنين والتي اعلن تنظيم "داعش" ​الارهاب​ي مسؤوليته عنها، مؤكدا في برقية تعزية الى الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ ان ​لبنان​ متضامن مع الشعب الاميركي في هذه الفترة الاليمة التي يمر بها، " ويؤكد ثباته في الجهود المبذولة من اجل القضاء على الارهاب بكل اشكاله واينما وجد".

كذلك ابرق الرئيس عون الى الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ معزيا بضحيتي الاعتداء الذي وقع في مدينة ​مرسيليا​ الفرنسية، مجددا تضامن لبنان مع الشعب الفرنسي الصديق ووقوفه الى جانبه في مواجهة الارهاب، وفي العمل من اجل نشر ثقافة الفكر والعلم وحوار الحضارات.

واستقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا ​السفير البابوي​ في لبنان المونسنيور غبريال كاتشا لمناسبة انتهاء عمله الديبلوماسي في ​بيروت​ وانتقاله الى السفارة البابوية في الفيليبين. وقد نوه رئيس الجمهورية بالدور الذي لعبه المونسنيور كاتشا خلال السنوات الثماني التي قضاها في لبنان من اجل تعزيز العلاقات بين لبنان و​الكرسي الرسولي​. وتقديرا لعطاءاته منحه الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر. وقد شكر السفير البابوي رئيس الجمهورية على مبادرته متمنيا للبنان في عهده، المزيد من التقدم والازدهار.

وبعد الزيارة اشار كاتشيا الى ان "الرئيس قلّدني وسام الارز الوطني، تقديراً لخدماتي التي امتدت على مدى ثماني سنوات في لبنان، ولكنني اعتقد ان هذا التقدير يتخطى شخصي ليصل الى الكرسي الرسولي والى تقدير للبابا فرنسيس الذي كان مسروراً للقاء الرئيس عون قبل اشهر قليلة. وان هذا التقدير يشمل ايضاً العلاقة المميزة التي تربط الكرسي الرسولي بلبنان، وفي نهاية هذه السنوات الطويلة التي كانت مهمة بالنسبة اليّ، وقد تعلّمت في خلالها الكثير على الصعيد الديني والسياسي، اتمنى للبنان التقدم وفق رؤية "العيش معاً".

واكد ان الاستقرار اساسي في هذا البلد، وسط دول تشهد صراعات بين قوى مختلفة، واهمية هذا الاستقرار لا تنحصر فقط بلبنان انما تطال المنطقة ككل، وانا مقتنع انه بجهود اصحاب النوايا الطيبة على كافة الصعد (سياسية، انمائية، دينية...) يمكن تخطي الصعوبات، واعطاء رسالة امل الى العالم، فكما قال قداسة البابا:"ان لبنان اكثر من بلد، انه رسالة حرية وتعددية". وختم قائلاً باللغة العربية: عاش لبنان وعاش قداسة البابا.

واستقبل الرئيس عون نقابة اصحاب الصناعات الخشبية الحرفية والمفروشات في الشمال برئاسة السيد عبد الله حسن حرب الذي عرض لرئيس الجمهورية واقع العاملين في الصناعات الخشبية، والمنافسة التي يتعرضون لها والتي اثرت على عملهم كما شكا من الاستيراد من الخارج للصناعات الخشبية التي لا تضاهي الانتاج الوطني اللبناني وتباع باسعار متدنية. وطالب وفد النقابة بتوفير الحماية اللازمة لصناعاتهم التي تعتبر ايضا صناعات تراثية.

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مؤكداً حرصه على المحافظة على الاعمال الحرفية والتراثية في لبنان، وضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع المنافسة الخارجية. واعطى توجيهاته الى الجهات المعنية لمتابعة مطالب النقابة والاضاءة على عمل الحرفيين اللبنانيين عموما وفي الشمال خصوصا لابراز هذا الانتاج الفني الرائد.