تتوارد معلومات متتابعة، على ضوء زيارات مكثفة لشخصيات لبنانية عائدة من زيارات لدوائر مستشارية في مراكز القرار والولايات المتحدة، حول عزم هذه المراكز مع الإدارة الأميركية بدعم كافة التحركات الصابة في مسار حق تقرير المصير ضمن دول سواحل البحر الأبيض المتوسط، التي تشمل ​الشرق الأوسط​ بحسب النظرة المتكاملة لهذه المنطقة. وذلك على ضوء نجاح الحلف مع ما نتج عن التجربة البريطانية حيث فاز استفتاء الخروج من ​الإتحاد الأوروبي​ في العام المنصرم. وليس من الصدفة أن يصار إلى تنظيم مؤتمر خلال الاسبوع المنصرم في منطقة فندق الهيلتون (الحبتور) للدعوة الى اقامة النظام الفدرالي في لبنان.

وقد لفت، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ"النشرة"، الحضور الرفيع الذي شارك في المؤتمر من سياسيين ومفكرين وقادة رأي وبعض كبار الإقتصاديين من كافة الطوائف، حيث للمرة الأولى في تاريخ لبنان تم إطلاق وثيقة سياسية فدرالية تبنتها شخصيات مسلمة مرموقة بالتوازي مع اقران لها من المسيحيين.

كما لوحظ تنظيم دقيق وتخطيط مسبق لمجريات هذا الحدث، إذ من المستبعد ان يكون وليد ساعته وكما من المستبعد ألا يكون مدعوماً من جهات رسمية خارجية. والغريب بالأمر، كان حضور مبعوث عن ​السفارة السويسرية​، الذي بقي صامتاً لكنه أجرى سلسلة لقاءات جانبية في أروقة المؤتمر.

والسؤال الذي يطرح نفسه، من وجهة نظر هذه المصادر، ما مناسبة هذه التحركات لتقع في الاسبوع ذاته الذي نظم فيه إستفتاء ​كردستان​ وإستفتاء كاتالونيا، وفي الفترة ذاتها التي يثار فيها الحديث عن فدرلة ​سوريا​ و​اليمن​ و​ليبيا​، وربما ​إيران​ و​تركيا​ والسعودية وغيرها من الدول في المنطقة؟