لفت رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​، خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في ​كنيسة مار يوسف​ – الحكمة في الأشرفية، بمناسبة إحياء أبرشية بيروت ولجنة أصدقاء الأب ​عفيف عسيران​ للذكرى الـ29 لوفاته، إلى أنّ "في كلّ سنة نعود لنذكّر الأب عفيف عسيران الّذي لم يدخل تاريخنا وحسب، بل دخل قلوبنا من الباب الواسع وأحلّ فيها محبّةً إضافيّة لجميع الناس ابتداءً من الفقراء والمعوزين والمهمّشين"، مشيراً إلى أنّ "الرب كان يقول عن هؤلاء إنّهم إخوته الصغار، فإذا فعلتم خيراً معهم فمعي فعلتم".

وكشف "أنّنا ألّفنا منذ سنتين لجنةً تتقصّى عن حياته لتُرفع دعواه إلى روما وهي في الطريق، طالبين إن كان عنده استحقاق بنظر الكنيسة والسلطات الكبرى أن يُعترف ببطولة حياته وبتقواه فيُعلن وليّاً من أولياء الله"، منوّهاً إلى "أنّنا نصلّي على هذه النيّة، بعد أن نقوم وقمنا بواجباتنا حتّى يتمّ كلّ شيء في أوانه"، موضحاً أنّ "الكنيسة من طبيعتها تأخذ وقتها. الكنيسة نحن واثقون منها، ونحن منها ولها. الكنيسة فيها كلّ الخير، ليصل الأمر إلى مبتغاه".

وركّز مطر، على "أنّنا نصلّي مع الأب عفيف على نيّة وطننا الحبيب ​لبنان​ والمنطقة بأسرِها، حتّى يتمّ ما أراد هو، التلاقي العميق الوجداني بين جميع الناس في هذا الوطن فيتحابون ويتعاضدون تعاضداً حقيقيّاً وجدانيّاً"، مؤكّداً أنّ "لبنان لا يقوم على توازن القوى، بل على الحبّ وعلى محبّة الآخر، ولكلّ إنسان منزلته عند الله والناس. هكذا يُبنى الوطن اللبناني، بناءً متينًا حصينًا، يكون للعالم كلّه فرصة للتأمل حول نوع الحياة المشتركة الّتي يجب أن تهيمن في مجتمعاته"، مشدّداً على أنّ "الماديّة والعنصريّة عدوّان للروح. العنصريّة تُعمي القلب والعيون، والماديّة أيضاً".