أوضحت مصادر صحيفة "الجمهورية" أنه "في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد معركة ​فجر الجرود​، وامتداداً بعد تعاظمِ تضاؤلِ مساحة انتشار ​تنظيم داعش​ في سوريا، وخسارته شِبه الكلّية لكلّ من الرقة ودير الزور، سَجّلت عمليات اعتراض الاتصالات الخلوية التي تنفّذها قوات اليونيفيل في لبنان، وجودَ كثافةٍ لافتة في الاتصالات الخلوية والمعتمدة على الإنترنت الصادرة من حيَّي التعمير والطورائ في مخيّم ​عين الحلوة​، المعتبَرَين من المعاقل الأساسية للجماعات الإسلامية المتطرّفة، في اتّجاه مناطق مختلفة في لبنان وسوريا"، لافتة إلى ان "ثمّة استنتاج بأنّ كثافة هذه الاتصالات المنطلقة من هذين الحيَّين، إنّما تؤشر إلى وجود حيوية متزايدة في التواصل، قياساً على منسوب التواصل عبر الخلوي والإنترنت الذي كان موجوداً في السابق، والذي يتمّ في غالب الظنّ بين مجموعات تتمركز فيهما، وبين مجموعات أخرى إرهابية على صلة بها توجد في مناطق لبنانية وسوريّة".

ورجحت المصادر "أمكانية أنّ تنظيم داعش بعد خروجه من معاقله الأساسية التي كانت توجد فيها غرف عملياته المركزية التي يحرّك منها كلَّ أذرعِ خلاياه المنتشرة في لبنان وسوريا، أنشَأ غرَف عمليات بديلة في مناطق آمنة له فيها وجود مستتر. وقد يكون أنشَأ واحدةً من غرف عملياته هذه في حيَّي التعمير والطوارئ في مخيّم عين الحلوة، ما يفسّر كثافة الاتصالات التي بدأت تخرج منهما وتصل إليهما، في الفترة الأخيرة".

وكشف أحد المسؤولين الأمنيين عبر "الجمهورية" أنّه "سبقَ للجماعات التكفيرية خلال مرحلة ​ماجد الماجد​ أنْ أنشَأت غرفة عمليات مركزية للجماعات الإرهابية بإشرافه في مخيّم عين الحلوة، ولكنّ هذه الغرفة أُزيلت بعد وفاته قبل نحو أربع سنوات، وذلك إثر إدخاله إحدى مستشفيات بيروت لتلقّي العلاج بعدما أوقفته الأجهزة الأمنية اللبنانية. ومنذ ذلك الحين لم ترصد المعلومات المتابعة لحراك المجموعات التكفيرية داخل المخيّم أيَّ إشارات توحي بأنّه تمّ بناء غرفة عمليات مركزية أخرى".

ولاحظت المصادر أنّ "تنظيم داعش في مرحلة ما بعد خروجه من معاقله، يتّجه إلى تزخيم وجود خلاياه النائمة في لبنان، وتكشف الدارسة التحليلية لهذه المعلومات عن، وجود داعش على الساحة اللبنانية في هذه المرحلة يتّسم بأنّ مهمّته المركزية تتركّز على الاستطلاع وجمعِ المعلومات. ويُظهر تحليل المعلومات التي تخضع للدرس حول نسبة صدقية المصادر المستقاة منها، أنّ المعلومات الواردة، والتي يُرتّبها التصنيف الأمني على أنّها من الفئة التي تحظى بصدقية تفوق الـ 70 في المئة منها، تؤشّر إلى أنّ «داعش» تتّجه إلى استطلاع «بنك أهداف» لتنفيذ اغتيالات في لبنان خلال الفترة القريبة المقبلة. وتشتمل هذه الأهداف على شخصيات بارزة وليست من لونٍ واحد".