كشفت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من قوات "​درع الفرات​" لـ"الوطن" السورية أنها على وشك بدء عملية عسكرية في إدلب قد تنطلق فجر اليوم في انتظار تلقي إشارة البدء من ​أنقرة​ التي قدمت لها الدعم اللوجستي ووعدت بتقديم الإسناد الناري البري والجوي ما لم تنسحب جبهة "النصرة" من المناطق التي أبلغت عن عزم "درع الفرات" الوصول إليها في المرحلة الأولى من العملية.

المصادر المعارضة أكدت لـ"الوطن" أن المرحلة الأولى من العملية التركية في إدلب تشمل السيطرة على المناطق الحدودية شمال المحافظة والممتدة من معبر "باب الهوى" إلى معبر "أطمة" الحدوديين وصولاً إلى بلدات الدانا وسرمدا وكفردريان وترمانين، وقالت: إن "النصرة" لم تنسحب من تلك المناطق التي من المفترض أن تدور فيها اشتباكات لكنها رجحت أن يضطر فرع تنظيم القاعدة إلى الانسحاب منها إلى خطوط خلفية.

وأوضحت مصادر أهلية في قرية أطمة لـ"الوطن" أن تبادلاً محدوداً للقصف المدفعي جرى أمس بين الجيش التركي و"النصرة" بعد استهداف الأخيرة جرافة للأول خلال إزالتها أجزاء من الجدار العازل المقام بين القرية وجارتها عقربات من دون أن يتطور إلى اشتباكات على الرغم من الحشود العسكرية التركية الغزيرة في المنطقة.

وبينت مصادر أخرى قرب "باب الهوى" لـ"الوطن" أن "النصرة" استقدمت تعزيزات جديدة إلى محيط المعبر الذي هدمت الجرافات التركية الجدار العازل المجاور له من ضفتيه، ولفتت إلى أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت عبور عشرات الشاحنات التركية من الداخل السوري إلى الجانب التركي من المعبر محملة بمعدات طبية مرتفعة الثمن جلبت من المشافي الميدانية التي كانت تديرها أنقرة.

في المقابل تم الإعلان أمس عن تشكيل ما يسمى "حكومة لإدارة مدينة إدلب» كنتيجة للمؤتمر السوري العام الذي دعت إليه "النصرة" منتصف الشهر المنصرم، وانتخب محمد الشيخ، رئيساً للحكومة المعلن عنها في المحافظة، على حين دعا شرعي "النصرة" السعودي عبد اللـه المحيسني، الذي انشق عن التنظيم مؤخرا، عبر قناته الرسمية على برنامج تلغرام، إلى عقد اجتماع يضم "أبرز العلماء والمشايخ في الساحة بعيداً عن معايير الفصائلية، ويحضر معهم السياسيون ويطلعوهم على تفاصيل النازلة (عملية إدلب) ومن ثَمَّ يخرجون بفتوى عامة للساحة".