فيما تجاوزت ​مدينة صيدا​ قطوعا أمنيا خطيرا، وقد ساهم الانتماء السياسي وقرب "المتخاصمين"، الى كل من الامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور ​اسامة سعد​ ورئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" ​الشيخ ماهر حمود​ الى تطويق ذيول الاشكال سريعا، على خلفية التنافس على تركيب اشتراكات مولدات كهربائية خاصة، بعد سقوط قتيلين "ابراهيم الجنزوري وسراج الاسود" وجريحين.

وقد عادت الحركة الفلسطينية السياسية الوطنية والاسلامية تدب في المخيمات، في ظلال الاجواء الايجابية في التلاقي والحوار انعكاسا للمصالحة الوطنية بين حركتي "فتح" و"حماس" في الداخل، وسط ثلاث تطورات...

تبرع اليابان

الاول ما كشفته مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، بان اليابان قررت التبرع بمبلغ 3 ملايين دولار اميركي، كمساعدة عاجلة مخصصة لاعادة بناء وترميم المنازل التي تهدمت واحترقت او تضررت في "حي الطيرة" والاحياء المجاورة له، في ​مخيم عين الحلوة​ جراء الاشتباكات الاخيرة وستتسلمه وكالة "الاونروا" للاشراف على هذه العملية التي تمتد أشهرا عدة.

وتبرع اليابان بهذا المبلغ المالي جاء نتيجة "النداءات" المتكررة التي وجهتها إدارة وكالة "الاونروا" لحث الدول المانحة على دفع مساعدات اضافية، لبلسمة جراح ابناء مخيم عين الحلوة جراء الاشتباكات الاخيرة، وخاصة ان المسح الميداني التي اجرته الفرق الهندسية فيها اشار بوضوح الى حجم الاضرار الكبيرة التي لحقت ممتلكات ابناء "حي الطيرة" والاحياء المجاورة له جراء الاشتباك المسلح الذي وقع في مخيم عين الحلوة، بين حركة "فتح" و"القوة المشتركة الفلسطينية" من جهة، وبين مجموعة الاسلامي الارهابي ​بلال بدر​ من جهة أخرى، واسفرت في جولتيها، الاولى في نيسان والثانية في أب عن سقوط 11 قتيلا وأكثر من 84 جريحا، اضافة الى تدمير وتضرر وحرق نحو 220 منزلا، فضلا عن عشرات المحال التجارية، ناهيك عن نزوح قسري وطوعي وفرز ديمغرافي وفق الانتماء السياسي وتضرر شبكتي الكهرباء والمياه حيث لم تعد دورة الحياة الى طبيعتها حتى اليوم.

قضية المطلوبين

الثاني، قضية المطلوبين ووضع قطار معالجتها على سكة الحل، حيث أعطت ​القوى الفلسطينية​ الوطنية والاسلامية "الضوء الاخضر" للجان المشتركة لبدء العمل الميداني، فعقدت "لجنة متابعة ملف المطلوبين" اول اجتماع لها حيث خلص المشاركون الى التأكيد أن جميع المعالجات يجب أن ترتكز على المبدأ الاساسي الا وهو الحفاظ على مخيم عين الحلوة وتثبيت أمنه واسقراره، وكذلك حماية العلاقة الطيبة الثابتة مع الجوار ال​لبنان​ي الشقيق واجراء مسح شامل عن كافة المطلوبين في مخيم عين الحلوة، وعن الاتهامات القضائية أو الأمنية الموجهة لهم، واجراء سلسلة لقاءات مع الجهات اللبنانية المعنية ومع كل من بمقدوره الإسهام بدفع عجلة المعالجة لهذا الملف، على ان تبدأ باللقاء مع مدير فرع ​مخابرات الجيش اللبناني​ في الجنوب العميد فوزي حمادة.

وعلمت "النشرة" ان المجتمعين وضعوا نصب أعينهم ثلاثة خيارات لمعالجة الملف، الاول العمل على اقناع المطلوبين بضرورة تسليم انفسهم للقضاء اللبناني، والثاني دعوتهم للخروج من المخيم بالطريقة التي دخلوا فيها وتحديدا غير الفلسطينيين منهم، مع ابقاء الحل الامني كخيار ثالث في حال فشلت كل المساعي على ان يكون بالاجماع"، موضحة ان الخطوة الاولى ستكون حسم عدد المجرمين والتهم الموجهة اليهم بعد التضارب في عددهم، حيث تشير مصادر فلسطينية الى أن عددهم الحقيقية لا يتجاوز المئتين من جنسيات مختلفة، ويتوزعون على ثلاثة مجموعات، الاولى من ابناء المخيم انفسهم، والثانية تابعة للارهابي ​شادي المولوي​ والثالثة تابعة للسجين ​احمد الاسير​، في وقت يؤكد الجانب اللبناني ان عدد الارهابيين هم اضعاف ما تتحدث عنه المصادر الفلسطينية.

فيما عقدت "غرفة العمليات المركزية المشتركة" اولى اجتماعاتها في مقر الامن الوطني الفلسطيني في منطقة البركسات في عين الحلوة، برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، حيث ناقش المجتمعون الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، واعادة هيكلة ​القوة الفلسطينية​ المشتركة، وابقت غرفة العمليات اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة جميع القضايا الامنية في المخيم.

خلافات وانتظار

الثالث، الخلافات السياسية الفلسطينية التي تمثلت بتجميد العمل بإطار فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا برئاسة امين سر العميد ​ماهر شبايطة​، احتجاجا على "مصادرة" دوره وتجاهل قيادته، حيث ابلغ القيادة المركزية الفلسطينية في لبنان بهذا القرار، ووقف كل اجتماعاتها ولقاءاتها مع الأطراف والقوى ضمن منطقة عملها والامتناع عن القيام بمهمات باسم "القيادة السياسية" في صيدا، وذلك حتى اشعار آخر.

وأوضحت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن السبب المباشر يعود الى تجاهل الاطار وأمين سره، تحديدا العميد شبايطة، حيث عقدت ثلاثة لقاءات خلال يوم واحد ولم يدع الى أي منها، الاول مع النائب ​بهية الحريري​ في مجدليون، والثاني مع مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، والثالث في منزل القيادي في "​عصبة الانصار الاسلامية​" الشيخ ابو طارق السعدي في عين الحلوة، وتناولت الثلاثة الوضع الامني في عين الحلوة وسبل تفعيل عمل بعض ​اللجان المشتركة​ التي شكلت مؤخرا في "مجدليون" و"​السفارة الفلسطينية​" في بيروت وهو يرأس احداها، في وقت تعتبر فيه اوساط فلسطينية اخرى، ان الازمة داخلية في اطار "المنظمة" وليست "فتح" وحدها ولن تؤثر سلبا على عمل "اللجان المشتركة" او "المصالحات"، التي جرت بين بعض القوى الفلسطينية، سيما وان القرار النافذ في اطارها بات بيد "المسؤولين العسكريين"، خاصة بعد الاشتباكات الاخيرة.

وبإعتكاف شبايطة، فان عمل اللجنة الثلاثة المشتركة الثالثة والاخيرة للتنسيق والتواصل اليومي مع القوى الامنية سيبقى مجمدا، بانتظار عودة امين سر حركة "فتح" في لبنان ​فتحي ابو العردات​، الذي غادر وسفير دولة فلسطين ​اشرف دبور​ وامنة جبريل ورفعت شناعة الى رام الله للمشاركة في اجتماعات "المجلس الثوري" لحركة "فتح" برئاسة الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ "ابو مازن" لمعالجة اعتكاف شبايطة وعودة الامور الى مجاريها.