لا يزال معظم الاهالي في الكثير من القرى الجبلية يعتمدون على ​الزراعة​ كمصدر أساسي لكسب قوتهم اليومي... ويوسف "ال​بسكنتا​وي" واحد من هؤلاء ​المزارعين​ الذين يعملون في زراعة التفاح سعياً للقطاف، ولكن الحال تغيّر كثيراً هذه الايام سواء في أسلوب الزراعة الذي يعتمد على رش المبيدات بكمية كبيرة ومضرّة أو بسبب صعوبة التصدير الى الخارج، وهنا الازمة الأكبر!.

تتميّز بلدة بسكنتا المتنية بمساحاتها الخضراء وسهولها، والأهم بتفاحها، الذي تسعى البلدية بالتعاون مع تعاونية ​جبل صنين​ للزراعة المستدامة والمتكاملة الى جعله ذات جودة عالية خال من المواد الكيماوية ومن المبيدات ما يسهل تصديره الى الخارج أو بيعه في الاسواق ال​لبنان​ية. في 14 و15 تشرين الاول الجاري، هذه البلدة على موعد مع مهرجان كبير تنظمه البلدية حيث سيقوم أكثر من ثلاثمئة طفل من مختلف المدارس في لبنان بقطف محصول التفاح في البلدة على أن يباع منهم خلال المهرجان فيما سينال الأطفال صندوقا كاملا من التفاح مقابل خمسة آلاف ليرة. وفي هذا الاطار ترى منظمة المشروع المسؤولة في Upstream Sports ماي قليعاني أننا "عملنا لأن نشرك أطفال المدارس في هذا العمل سعياً منا الى نشر ثقافة مختلفة في نفوس هؤلاء تتركّز على محبة الأرض وقيمة الطبيعة"، لافتةً الى أننا "نسعى الى تعريف الأطفال على أهمية الاحتكاك بالطبيعة التي تزرع السلام في النفوس وفي نفس الوقت نساعد المزارع اللبناني على تصريف إنتاجه فيما سيأخذ كل طفل معه تفاح الى منزله بسعر زهيد". بدوره يلفت رئيس ​بلدية بسكنتا​ الى أنه "منذ سنتين أو ثلاثة التفاح لا يباع في بسكنتا رغم أن الأسعار متدنية من هنا كانت فكرة المهرجان لتسويق الانتاج "البسكنتاوي" وتعريف الناس على إنتاج هذه البلدة وفي نفس الوقت لمساعدة المزارعين على بيع محصولهم".

"نتطلع الى الهدف البعيد وهو تصدير التفاح الذي نزرعه الى الخارج، وقد بدأنا بالعمل على فتح أسواق خارجية". هذا ما يؤكده ​الياس كرم​، لافتا الى أننا "وبالتعاون مع التعاونية في بسكنتا وجبل صنين سنصدر الى السعودية ونتطلع الى التصدير مستقبلاً الى ​روسيا​"، ولكن يشير كرم الى أن هناك "مشكلة تعترضنا في هذا الشأن وتكمن في البلدان التي ستستقبل التفاح حيث تقوم بفحصها والتأكد من أنها لا تحتوي على المبيدات، وفي حال العكس ترفض استقبالها، من هنا بدأنا بتعليم المزارعين على إعتماد أسلوب زراعي صحي".

أما رئيس التعاونية يوسف الخوري حنا فيشرح أن "الهدف الاساسي لدينا هو عدم استعمال المزارع للمبيدات لانها تضرّ بالمزارع وبالبيئة، من هنا عمدنا الى العمل على شقين، الاول أصدرنا كتاب الجودة الصحية للمستهلك واستعنا بشركة رقابة أوروبية لكي تقوم بفحص المنتجات، وبالتالي نضمن أن المزارع يعمل بحسب التوجيهات على أن يخضع لدورات في التعاونية حول اسلوب الزراعة بعيدا عن استعمال الادوية"، ويضيف: "مع البلدية خلقنا شعاراً اعتمدته الاخيرة يوضع على صناديق التفاح إذا كان المنتج مرّ بشركة الرقابة وهي تأكدت أنه مطابق للمواصفات، وبالتالي من يريد أن يقول أن هذا التفاح صحيّ ومن إنتاج بلدة بسكنتا يجب أن يحمل هذا الشعار على الصندوق"، مشدداً على أنه "وبهذا الشكل يصبح التصدير الى الخارج أسهل بكثير".

تولي بلدية بسكنتا إهتماماً خاصاً بمحصول التفاح وبتحسين جودته وتصريف الانتاج في الداخل والخارج، من هنا كانت فكرة المهرجان الذي يتضمّن "سوقاً للأكل"، مونة بلدية والعاباً للاطفال كما أن المطاعم و"الاوتيلات" وحتى دير مار ساسين المخصّص للمنامة يجرون حسومات تصل الى حدود 40% على الاسعار تشجيعاً لإنجاح هذا المهرجان الذي يريد أهالي البلدة أن يقصده اللبنانيون من كل المتن وليس من بسكنتا فقط...