لفت السفير الفرنسي ​برونو فوشيه​، خلال يوم التطوع الفرنسي الّذي أقامت السفارة الفرنسية ومنظمة "فرانس فولونتير" في قصر الصنوبر ببيروت، إلى أنّ "هذا العام، ينظّم اليوم المخصّص للعمل التطوعي الفرنسي حول موضوع أهداف التنمية المستدامة الـ17 وهي برنامج عمل متكامل وعالمي للتنمية. وتضطلع ​فرنسا​ بدورها الكامل في التنفيذ الجماعي لهذا البرنامج، بأبعاده الثلاثة: الإقتصادية والإجتماعية والبيئية".

وأشار إلى "أنّنا اخترنا التركيز على هذه الأهداف الـ17، وهي مكرّسة للشراكات وإدراج الجميع في تحقيقها"، منوّهاً إلى أنّ "​لبنان​ الّذي استضاف ستين متطوّعاً فرنسيّاً على المستويين المحلي والدولي في عام 2016، مثال ليس فقط لثراء وتنوّع الشراكات، ولكن أيضاً لفعالية ولفائدة التطوّع للمساهمة بنشاط في تحقيق المعايير الموضوعة".

وركّز على أنّ "فرنسا واجهت كما لبنان، مشاكل متشابهة في مسائل الهويّة، معنى العيش معاً، العلاقة بالغير وكلّ تلك المسائل تناقش في مجتمعينا"، مبيّناً أنّ "التقليل من الروابط الإجتماعية وإعادة النظر بنموذج المواطن، هما أرض خصبة للظلام والتعصب والتطرف وهي كلّها تحديات أساسيّة أمام تماسك مجتمعاتنا. ولهذا فتعزيز المواطنة والشعور بالإنتماء أولويّة بالنسبة لفرنسا"، مؤكّداً أنّ "التطوّع الفرنسي يسهم في تحقيق القيم العالمية العزيزة على فرنسا من التضامن، إلى الإنسانية والإلتزام والإنفتاح على الآخر. كلّها قيم تنسج علاقات وتنشط الشعور بالمواطنة، ويجسّد المتطوّعون الفرنسيون أيضاً الإلتزام الفرنسي في الخارج".

ونوّه فوشيه إلى أنّ "الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ خلال زيارة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لفرنسا، إشار إلى أنّ لبنان هو بلد الرسالة، ورمز للتعايش ضمن فسيفساء هشّة وثمينة، وهو أكثر من ضرورة في منطقة هي ضحية للتمزقات. إنّ سخاء لبنان لا مثيل له تجاه ​الأزمة السورية​ ولكن لقدراته حدود".

وشدّد على أنّ "لبنان غني بمجتمع مدني ديناميكي إبداعي وتعدّدي، وقد اختارت السلطات اللبنانية ووزارة الشؤون الإجتماعية الشروع في تطوير برنامج وطني للمتطوعين، وإنّني أرحّب بهذا الإتجاه وأرجو أن نتمكّن من التعامل معهم".