نكتب كلماتنا وكلنا عين الثقة أن المقصود بها هو رجلٌ عصامي لطالما حمل هموم وطن وشعب لا طائفة بعينها، ولطالما كان مدافعاً شرساً عن معاناة لحقت بالناس فأخذت منها بعضاً من سعادتهم، وجعلتهم اسرى سياسات ظالمة لم ترتقِ يوماً لمستوى كرامة الإنسان.

البطريرك ما ​بشارة بطرس الراعي​ والذي لم يتخلَّ يوماً عن حياكة كلماته بقماش الناس ووقوفه الى جانب قضاياهم المحقة في التعليم والصحة والأمن والغذاء، وهو المدرك لمدى الظلم اللاحق بهم، بفعل ساسة وسياسات لطالما اعتمدوا تجاهل اي قضية انسانية، وكأن حقهم في العيش الكريم هو حصراً لهم عنوة عن غيرهم من أبناء شعبهم، ومن لولا أصواتهم لما تربعوا على كراسي الزعامة وحققوا أضخم الثروات.

إليك سيادة البطريرك نتوجه لأننا نعول دوماً على حكمتكم، وأنتم في الانتخابات النيابية القادمة لا بد وأن تكون لكم كلمة فصل، ولا نعني بذلك الطلب منكم التدخل بصورة مباشرة فيما يجب على الناس فعله، بل توجيه هذا الرأي العام صوب اختيار الانظف والأكفأ، ومن فعلاً يهتم بمصالح البلاد والعباد، من لديه مشاريع وبرامج عمل، من تاريخه يستحق أن يرفعه وبالتالي ترفعه الناس، من لا يتكبر على العباد ويرى في نفسه القدوة فيما غيره لا قيمة لهم.

إليك سيادة البطريرك نتوجه لأنك حامل شعار "​المسيح​" الذي صُلب لتحيا الأمة من بعده، المسيح الذي كان مع الناس لا بعيداً عنهم، المسيح الذي أزهقت دماءه على مذبح الكرامة، فمات بطلاً بشهادة الناس وعيونهم، فأين نحن من كل هذا التواضع وأين نحن من كل هذه التضحيات، واين نحن من قدسية المسيح وعظمته.

إليك سيادة البطريرك نتوجه لاننا نعول كذلك على مساهماتكم لرفع الظلم عن كاهل الفقراء والمحتاحين، عبر مراقبة فعالة وحقيقية للمؤسسات التي تنشأ في الأحياء والقرى والمناطق والبلدات، فإن الناس يا سيادة البطريرك تنتظر منكم مبادرات وهي تدرك يقيناً انكم أهلاً لذلك.

إليك يا سيادة البطريرك كل احترام وتقدير وعنفوان، فإن لم نطلب منك ان أن تكون حاضناً وراعياً فنكون قد انحرفنا عن الطريق، لذا نحن لن نراهن إلا على حكمتكم.