دانت وزارة الخارجية ال​فلسطين​ية "تصريح رئيسة الوزراء البريطانية ​تيريزا ماي​ في مجلس العموم البريطاني، والذي قالت فيه إن بلادها تفتخر بالإعلان الذي أصدره رئيس الوزراء الراحل، آرثر جيمس بلفور، والذي أدى لقيام دولة ​إسرائيل​".

وفي بيان لها، اعتبرت الخارجية الفلسطينية أن "تصريحات ماي تأكيد بريطاني جديد على عدم الاعتراف بوجود ​الشعب الفلسطيني​، حتى بعد مرور 100 عام على ​وعد بلفور​، وكأن هذا الوعد لا زال قائماً بنفس النهج والتفكير والعقلية، وكأننا أيضا نقف أمام ​بريطانيا​ اليوم كامتداد للعقلية البريطانية الاستعمارية العنصرية"، مؤكدةً أن "دولاً استعمارية كثيرة قامت بمراجعة نفسها وتحملت مسؤولية أخطائها التاريخية التي ارتكبتها بحق شعوب استعمرتها لفترة زمنية طويلة، وقدمت الاعتذار لها، كسلوك سياسي وأخلاقي يليق بالدول التي تحترم نفسها في تعاملها مع الآخرين وفي تحملها لمسؤولياتها التاريخية اتجاه جرائم ارتكبتها في السابق، غير أن بريطانيا لا تزال متعنتة ورافضة الاعتراف بأخطائها وجرائمها التي ارتكبتها خاصة بحق الشعب الفلسطيني، عبر إعلانها عن تنظيم احتفالات بتلك الجريمة والخطيئة الكبرى، وتعتبر ذلك فخراً لها، إذن نحن أمام موقف يتناقض تماما مع ما يجب أن يكون عليه الموقف البريطاني في القرن الـ 21".

ولفتت إلى انه "للأسف الشديد، لم تتم حتى اللحظة أية مراجعة نقدية للذات من قبلها تجاه تاريخها الاستعماري، وتجاه جرائمها بحق الشعوب التي استعمرتها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني ويبدو أن النظرة الاستعمارية لا تزال تحجب عن بريطانيا رؤية جرائمها بحق شعب يعيش في وطنه فلسطين ويملك أرضه، منذ أن أصدرت وعدها المشؤوم في عام 1917 ومنحت دون وجه حق أو ملكية أياً كانت أرضنا لشعب آخر لا يملكها".

واعتبرت أن "تصريحات رئيسة الوزراء تصعيدا من الجانب البريطاني"، مؤكدةً "أنها بذلت قصارى جهودها وحاولت كثيراً من أجل عدم الوصول إلى مثل هذا الوضع التصعيدي، وكانت هناك محاولات حثيثة من طرفنا، وتواصلنا مع الجانب البريطاني باستمرار"، مضيفةً "من الواضح أن بريطانيا قررت التصعيد من خلال إصرارها على تنظيم تلك الاحتفالات الاستفزازية والتصريحات غير المسؤولة، مما يجبرنا كجانب فلسطيني أن نفكر في طبيعة الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية حقنا والدفاع عنه".

وحملت الخارجية الفلسطينية ​الحكومة البريطانية​ بـ"المسؤولية الكاملة والمباشرة عن أي تصعيد سيتم بناء على خطوات قادمة، لأنها هي التي اختارت التصعيد وتجاهلت الحق الفلسطيني، وقررت عدم احترام مشاعر الشعب الفلسطيني، ولم تأخذ بالمناشدات والنداءات للتراجع عن تلك الاحتفالات الاستفزازية".