أكد رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ انه "أؤمنُ في قوة التغيير الآمن المسؤول، أؤمنُ في قوة أن نصبوا نحو الأعلى، أؤمنُ في قوة الحلم. ولدتُ في عين الرمانة، التي تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أسرة من بلدة بشري الشمالية. لقد ترعرعت مع شقيقة وشقيق. وقد منحني أدائي الأكاديمي منحة دراسية من مؤسسة جبران خليل جبران للانضمام إلى كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت. ولكن اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975 أوقف دراستي في الجامعة الأميركية في بيروت وأرغمني على الانتقال إلى كلية الطب في جامعة القديس يوسف في شرق بيروت. وقد انتسبت إلى ​حزب الكتائب​ كعضو ضمن الحركة الطالبية واستمريت كذلك في الجامعة الأميركية في بيروت". واضاف "مع تفاقم العمليات العسكرية وانتقالها إلى الأجزاء الشمالية من البلاد بعد عام 1976، انضممت إلى الدفاع ضد هجمة المتمردين. وفي عام 1978، وقبل بضعة أشهر من الحصول على شهادتي الطبية، اضطررت إلى مغادرة الجامعة وتكريس وقتي كلياً للنضال العسكري. من المنطقة الشمالية من لبنان إلى القطارة في المناطق الجبلية النائية من جبيل، إلى الشوف وعاليه في المنطقة الجنوبية من الجبال اللبنانية وصولاً الى عام 1986 حين أصبحت مسؤولاً بالكامل عن ​القوات اللبنانية​ انتهاءً بالعام 1989. سنوات طويلة من النضال السياسي والعسكري الذي تحمله جميع الذين خدموا بلا كلل وبشجاعة من أجل وطنهم ومن اجل الحفاظ عليه".

جعجع الذي حاضر في جامعة سيدني خلال احتفال تكريمي على شرفه دعت اليه المؤسسسة اللبنانية - الاسترالية التي تعنى بتقديم منح للطلاب المتفوقين من أصل لبناني، أوضح انه "في عام 1989، وجدنا فرصة سانحة لوضع حد نهائي للحرب الأهلية من خلال ​اتفاق الطائف​، الذي تمت الموافقة عليه من قبل ​البرلمان اللبناني​. وقد انتهزنا هذه الفرصة، لحلّ الذراع العسكري والأمني للقوات اللبنانية، وسلمنا كل السلاح الى لجيش اللبناني. وقد تم ذلك في إطار الالتزام الرسمي باتفاق الطائف من اجل استعادة السلام وتحقيق الحكم الديمقراطي للشعب اللبناني. لقد عينت وزيراً مرتين في ​مجلس الوزراء​، لكنني رفضت هذا المنصب بسبب السيطرة الدكتاتورية الصارخة على الحكومة من قبل النظام السوري. وطوال هذه الفترة، بدأ يتضح بجلاء أن سوريا لا تنوي الالتزام باتفاق الطائف أو الانسحاب من لبنان، وأن الميليشيات المتناغمة مع سوريا لن تنزع سلاحها على النحو المنصوص عليه في الاتفاق. لقد أصبحنا أكثر المنتقدين لهذه الحالة، وأشد المؤيدين للتنفيذ الكامل لاتفاق الطائف. وأدى هذا الموقف بالنظام السوري إلى اللجوء إلى فبركة أدلة كاذبة تبرر حل حزب القوات اللبنانية واعتقالي في 21 أبريل / نيسان 1994؛ وحوكمت على جرائم مفبركة وفق شهادات مشوهة وأدلة مطعون بصدقيتها في تحد كامل للحق في محاكمة عادلة".

وعن مرحلة اعتقاله، قال:"طوال 11 عاماً و 3 أشهر، اعتقلت في السجن الانفرادي في زنزانة صغيرة ، ثلاثة طوابق تحت الأرض في وزارة الدفاع اللبنانية. وكان المنتسبون الى القوات اللبنانية يتعرضون للاختطاف والتعذيب، وفي حالات كثيرة اغتالت ​المخابرات السورية​ وشركاؤها اللبنانيون بعض القواتيين لمنعهم من ممارسة حقهم الدستوري في حرية التعبير. وهذا يشكل إساءة جسيمة للحقوق الإنسانية والسياسية من قبل قوة أجنبية تلاعبت بالوكالات المحلية للبلد الذي احتلته بصورة غير مشروعة. لقد تم إطلاق سراحي من السجن بعد ​ثورة الأرز​ الشعبية عام 2005، وما أعقبها من انسحاب للقوات السورية واستعادة لبنان لاستقلاله وسيادته."

واكد انه "كان علينا أن نقاتل بقوة من اجل الحصول على مرتكزات ثلاثة يحتاجها أي مجتمع ليتمكن من البقاء على قيد الحياة هي الحرية وستظل حريتنا هي حجر الزاوية في المواجهة مع كل المؤامرات الناشئة والأنظمة التوتاليتارية. الكيان - الأرض: يشكل هذا الكيان إطاراً لهذه الحرية. والدولة، المؤسسات المدنية والأمنية للدولة هي الضامن الوحيد والأساسي للحرية على هذه الأرض. هذه الأرض الحرة هي ما نكافح من أجله. هذا ما حافظ عليه آباؤنا خلال سنوات طويلة من النضال. وهي الآن مسؤولية على عاتقنا ومن واجبنا تسليمها إلى الأجيال القادمة". وسأل:"هل نطلب الكثير؟ هذا هو السبب الرئيسي وراء انشاء القوات اللبنانية. نحن فقط برعم صغير مزهر على غصن صغير، متصل بجذع أكبر، بدوره موصول بجذور صلبة من شجرة الحرية التي تمتد على كامل تاريخنا. شجرة خالدة تؤمّن الملجأ والراحة لكل من يأوي تحت أغصانها".

واعتبر انه "كثر أساؤوا فهم القوات اللبنانية على مر السنين. البعض اعتقد أنها تعمل لإخضاع الدولة واخذ مكانها، ولكن هذا غير صحيح. لقد كان غياب الدولة هو السبب الوحيد وراء دخول القوات اللبنانية حيز الوجود، ولم تحمل السلاح إلا عندما تلاشت السلطات القانونية، وحكم الغابة بات هو القانون الذي يحكم الأرض. وكان هدف القوات فقط الدفاع عن مجتمعها وضمان بقائه حتى عودة سيادة القانون والدولة. والدليل على ذلك واضح. فعندما ظهرت الآمال في قيام دولة جديدة، سلمت القوات اللبنانية جميع الأجهزة العسكرية بما في ذلك الذخائر والمعدات، وطلبنا من أعضائها العودة إلى الحياة المدنية لدعم هذا الأمل وتحويله إلى حقيقة مبنية على أسس سليمة. دليل آخر على ذلك هو عندما منحنا الفرصة لإنقاذ الجمهورية عن طريق سحب ترشيحي لرئاسة الجمهورية وترشيح ودعم خصمي السياسي العماد ​ميشال عون​. وجاء ذلك بعد فراغ طويل الأمد في منصب الرئاسة (2014-2016) ترك آثاراً على الأداء الدستوري السليم لمؤسسات الدولة وخاطر بوجود الدولة نفسها. ان القوات اللبنانية لم تكن أبداً ميليشيا، بل على العكس من ذلك ضحى القواتيون بحياتهم من أجل مجتمعهم. وآلاف الشهداء ليسوا سوى دليل على ذلك، بالإضافة إلى انشاء القوات العديد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية التي عملت لصالح جميع اللبنانيين. أردنا للمسيحيين والمسلمين التمتع بالحرية والكرامة واحترام الذات ليتمكنوا من متابعة حياة كريمة في لبنان قوي، يحقق آمال شعبه".

وحول متابعة النضال، قال:"في هذه اللحظة من الزمن، وكما كان دائماً، لا يزال نضالنا وجودياً، مع مخاطر حقيقية كامنة في كل ركن وزاوية، مما يهدد وجود لبنان كما نريده أن يكون. فالطريقة الوحيدة في الوقت الحاضر، من أجل درء تلك الأخطار، ليست بالثورة، وليس عن طريق التمرد، بل هي أن نقوم بالتغيير مثل كرة الثلج من خلال برلمان منتخب فيه أغلبية تشترك في ذات وجهات النظر حول لبنان. وهذا هو السبب في أنني أدعوكم من هنا في أستراليا، بوصفكم أستراليين من أصل لبناني، لكم كل الحق في أن تقرروا في شؤون وطنكم الأم، لذا أدعوكم أن تتسجلوا للتصويت وممارسة حقكم في الاقتراع كما تفعلون في هذا البلد الديمقراطي. فرصتنا الوحيدة لإحداث أي تغيير إيجابي في لبنان هي من خلال الحصول على أغلبية في البرلمان في الانتخابات القادمة، لا ترتكبوا خطئاً ولا تقللوا من أهمية دوركم كمغتربين لبنانيين".