شكّلت الخطوة التي أقدم عليها رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، برفعه كتاب توصية الى ​​مجلس الوزراء​​ من أجل احترام قرارات ​​مجلس الخدمة المدنية​، بارقة أمل لدى الناجحين في عدد من الوظائف بمباريات مجلس الخدمة المدنية، والذين ينتظرون التعيينات منذ عدة سنوات. كما أن تأكيد ​كتلة الوفاء للمقاومة​ على ضرورة احترام مباريات المجلس، أشعر المنتظرين بأن ملفهم قد اقترب من الحل.

لأكثر من عام، انتظر الناجحون في مباراة وظيفة حارس أحراج لصالح ​وزارة الزراعة​. وقبلهم، انتظر الناجحون في مباراة المُساعدين القضائيين لملاك ​وزارة العدل​ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يفرج عن ملفهم أيضا. وانتظر أيضاً المحاسبون الناجحون في مباراة المجلس عينه، ولم يتم تعيينهم. بين هذا وذاك، عائلات ومستقبل قد يضيع إن لم يتم البت بمصيرهم.

"ما من جديد"، يؤكد كلّ من عضو لجنة المتابعة للناجحين بوظيفة حراس أحراج كريم فوّاز، وعضو لجنة متابعة الناجحين في الدفعة الخامسة من مباراة المُساعدين القضائيين لصالح وزارة العدل يوسف شعبان.

ويعتبر فواز أن "ما صدر عن بري وعن كتلة الوفاء للمقاومة هي المبادرة العلنية الأولى التي يقوم بها أحد السياسيين للمطالبة بحقوقنا المسلوبة منّا"، لافتاً إلى أن "المعرقل في هذا الملف بات معروفاً، وجميع السياسيين يعرفون أن الحل موجود لدى "​التيار الوطني الحر​" الذي يرفض المضي في ملفنا بحجة المناصفة بين الطوائف". علماً أنه دستورياً، موضوع المناصفة بين الطوائف لا يشمل الفئات الوظيفية التي تندرج تحتها الوظائف المذكورة والتي يطالب الناجحين فيها بالتعيين.

وردا على سؤال، يؤكد فوّاز "اننا حاولنا أكثر من مرة التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​ لنعرض عليه مشكلتنا ولنبحث معه عن حل الا اننا لم ننجح في لقائه بسبب عدم اعطائنا أية مواعيد"، مشيراً إلى "اننا اجتمعنا مع مسؤولين في ​تيار المستقبل​ و​الحزب التقدمي الاشتراكي​ و​حزب الله​ و​حركة أمل​ والوعود كانت من الجميع بمتابعة ملفنا، ورفع توصية إلى مجلس النواب".

بدوره، يكشف شعبان "أننا اجتمعنا مع أمين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل منذ بضعة أيام وأكد لنا أن بوادر الخير بدأت تظهر في ملفاتنا"، موضحاً أن "فليفل قال لنا أن ملفات التعيينات كلها سيتم توقيعها دفعة واحدة، والموضوع لن يتأخر وقد يحسم في الأسابيع المقبلة".

وشدد شعبان على "اننا ننتظر من العهد الحالي أن ينظر إلى الشباب وأن يتم مساعدتنا لبناء مستقبلنا، فلماذا يدخلوننا اليوم في متاهات طائفية؟ أوليس الأفضل دعم مفهوم العيش المشترك؟"، مضيفاً "حاولنا أكثر من مرة التواصل مع رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ الا انه حتى الآن لم يعطنا أي موعد. لا يوجد أي مسؤول سياسي يريد أن يناقشنا في ملفنا المحق".

375 ناجحاً من الدفعة الخامسة (بعد أن تم تقسيم الناجحين إلى خمس دفعات) ينتظرون مصيرهم في وظيفة وزارة العدل، وأكثر من مئة ناجحٍ في وظيفة وزارة الزراعة يجلسون دون عمل، بانتظار البت بملفهم.

"أرسل وزير العدل ​سليم جريصاتي​ 11 كتاباً إلى أمانة مجلس الوزراء يؤكد فيها حاجته إلينا، وأن الشغور في ملاك المُساعدين القضائيين تزيد على 40%"، يوضح شعبان، مشيراً إلى "اننا خائفون من إلغاء مباراتنا بسبب مرور أكثر من سنتين رغم التطمينات بأن ذلك لن يحصل لأن مجلس الخدمة كان مشرفاً على هذه المباراة والقرار بالتالي ليس بيده بل بيد وزارة العدل".

بناءً على ما سبق، يتمنّى كل من فوّاز وشعبان أن تلقى أصوات كل الناجحين آذاناً صاغية من قبل الحكومة، وأن يتم ادراج بندهم في جدول أعمال أقرب جلسة لمجلس الوزراء.