لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال زيارته إلى ​بوسطن​، إلى "أنّنا نأتي إليكم من واشنطن، حيث شاركنا في القمّة السنويّة الرابعة لمؤسّسة "IDC"، من 24 إلى 26 الشهر الجاري"، مشيراً إلى أنّ "القمّة بيّنت عبر المداخلات واللقاءات العامّة مع عدد من النواب، أهميّة الوجود المسيحي وقيمته في بلدان ​الشرق الأوسط​، وضرورة تجاوز الصعوبات والمحن الّتي خلّفتها الحروب الدّائرة في العراق وسوريا وفلسطين وسواها، بما فيها من إعتداءات على المسيحيين واضطهادات وإبادات بالتقسيط، كما يُسمّيها قداسة البابا فرنسيس".

وركّز البطريرك الراعي، في عظة ألقاها عقب ترؤسه ذبيحة إلهية في كنيسة سيدة الأرز، على "أنّنا نستنير بكلام الرب يسوع في إنجيل اليوم لكي يواصل المسيحيون في بلدان الشرق الأوسط، وهم فيها منذ ألفَي سنة، بقاءهم فيها وصمودهم بقوّة الإيمان وثبات الرّجاء، وذلك من أجل الشهادة لإنجيل المسيح، إنجيل السلام والمحبة والعدالة والأخوّة بين جميع الناس، ومن أجل بناء مجتمعات أكثر إنسانيّة وتضامناً في البناء وإنماء الشخص البشري والمجتمع".

وأوضح أنّ "ملكوت السماوات الّذي يتكلّم عنه إنجيل اليوم هو الكنيسة، جماعة المؤمنين بالمسيح الّتي تشكّل جسده وهو رأس الجسد. يشبّه الكنيسة بحبّة خردل، وهي أصغر الحبوب، لكنّها تنمو وتكبر وتعلو فتصبح شجرة كبيرة تعشعش فيها طيور السماء"، منوّهاً إلى أنّ "هذه الكنيسة هي جماعتنا هنا في بوسطن، وكلّ جماعة كنسيّة منظّمة. هي الرعيّة والأبرشيّة، المدعوّة لتنمو وتكبر بالعدد والإيمان والأعمال".

وشدّد الراعي، على أنّ "هذه الكنيسة هي جماعاتنا ​المسيحية​ في ​لبنان​ وسوريا والعراق ومصر والأردن والأراضي المقدّسة والخليج وسائر بلدان الشرق الأوسط. هي أيضاً مدعوّة للنمو مثل حبّة الخردل، بصبرٍ وثبات وصمود أمام المحن"، مشيراً إلى أنّها "مدعوّة لتحافظ على أبرشيّاتها ورعاياها ومؤسّساتها التربويّة والإستشفائيّة والإجتماعيّة، ولتخدم كلّ مَن يقصدها، بل كلّ من هو في حاجة دونما تمييز في الدّين والعرق".

وبيّن "أنّنا كموارنة ومسيحيين من الشرق الأوسط، مدعوّون لنغني المجتمع الأميركي، الّذي استقبلنا من جيلٍ إلى جيل بتراثنا الرّوحي اللّيتورجي والإجتماعي"، لافتاً إلى أنّ "لهذا السبب، ننشئ أبرشيّات ورعايا ورهبانيّات ومؤسّسات نتعمّق فيها بتراثاتنا، لكي نساهم في حياة الكنيسة الأميركيّة ورسالتها، وفي نموّ المجتمع الأميركي بقِيمنا"، مركّزً على "أنّنا نحن المسيحيين في الشرق الأوسط، مدعوّون لنغني مجتمعاتنا العربية، الإسلاميّة وسواها، بقيمنا، ونصلح هذه المجتمعات بشهادة حياتنا وأعمالنا في كلّ ما هو حقّ وخير وجمال".

ودعا الراعي، إلى "إنهاء الحروب في بلدان الشرق الأوسط وحلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسيّة والسياسيّة، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع اللاجئين والنازحين والمخطوفين إلى أراضيهم وأوطانهم بكلّ حقوق المواطنة. هذا الصوت المرفوع إلى الأسرتَين الدوليّة والعربيّة، نرفعه صلاة حارّة إلى الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة الأرز".