اعتبر رئيس حركة "النهج" عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب السابق ​حسن يعقوب​ ان بقاء واستمرار الخطاب السياسي نفسه لرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في سدة الرئاسة وما قبلها هو "انجاز فريد ومميز"، لافتا الى انّه وبعد عام على تواجده في سدة الرئاسة، "استطاع خلق دينامية سياسية متوازنة مع الدول الاقليمية والدولية وتقديم الوحدة الوطنية على ما عداها، ما يعكس روحا وطنية طالما تمناها اللبنانيون".

وأثنى يعقوب في حديث لـ"النشرة" على مواقف الرئيس عون بـ"الدفاع عن الدولة ضد الميليشيات اثناء الحرب ثم استعادة الدولة شكليا وظاهريا بعد الحرب دون الميليشيات"، لافتا الى ان "العبء الاكبر والعمل المضني الذي ينتظره في السنوات الخمس المقبلة هو تنقية الدولة من عقلية الميليشيات المسيطرة على مؤسسات الدولة، والتي استطاعت ان تحلّها ظاهريا وتنتقل للسيطرة على الدولة بادارة ميليشياوية، وهذا هو التحدي الاكبر".

الانتخابات حاصلة لا محالة

وتناول يعقوب ملف الانتخابات النيابية، معتبرا ان "من عطّلها خمس سنوات لا زال موجودا"، لكنّه استبعد ان يكون له القدرة اليوم على تعطيلها بعد اقرار قانون انتخابي جديد وعودة المؤسسات لعملها، لافتا الى انّه "اذا لم يحدث امر جلل كالحرب مع ​اسرائيل​ فان الانتخابات حاصلة لا محالة".

ورأى يعقوب ان "القوى المعطّلة تعمل على اضعاف الاصلاحات في القانون الجديد حيث ان الغاء ​البطاقة البيومترية​، والتي مدد للمجلس عشرة اشهر لانجازها يهدف للعودة الى تزوير الانتخابات ونتائجها لان بطاقة الهوية تم تزويرها في الانتخابات الماضية، وانتخب بها الاموات

والمسافرون". وأضاف: "كنا من المطالبين بالتسجيل المسبق، لكنّهم يريدون تقييد الناخبين والتحكم بهم ورصدهم من خلال الماكنات الانتخابية للضغط عليهم بكل الوسائل المعروفة من الترغيب والترهيب وذلك لمعرفتهم المسبقة بمكان اقتراعهم".

واعتبر ان "كل هذه الوسائل المليشياوية المناقضة للديمقراطية سببها الخوف من تغير المزاج العام وتطور الوعي وقرفه من هذه الطبقة السياسية الفاسدة، لان الناس اذا ما حصلوا على حريتهم الانتخابية فانهم سيستعيدون حريتهم التمثيلية وهنا يكمن مقتل هذه الطبقة الفاسدة".

الغدر والتخاذل

وعن استعداداته لخوض الانتخابات، قال يعقوب: "واقعا انني اعمل بالسياسة دائما باحتراف حرا ولست هاويا مستتبعا. ولان الله يدافع عن الذين آمنوا والذين ظلموا فانه بالرغم من فضيحة مظلوميتي واعتقالي التعسفي، الا ان الراي العام انصفني حيث ان الشيعة ادركوا حجم الغدر والتخاذل بحقي، وعميق الجرح في وجدانهم امام اهم قضية مركزية وهي تغييب الامام الصدر ووالدي والسيد بدر الدين"، لافتا الى ان "المسيحيين والسنة الذين كانوا يستتبعوني ل​سوريا​ ادركوا انهم ظلموني، والذين اتهموني بالانتماء لتنظيم شيعي عرفوا انني حر واعمل ضمن قناعاتي السامية، وان مواقفي السياسية المعلنة والواضحة من المقاومة وبناء المؤسسات و​مكافحة الفساد​ و​الارهاب​ لا تملى علي من احد، انما ممارسة لقناعتي وعقيدتي، وعلى هذا الاساس سنخوض الانتخابات وفي اكثر من دائرة انتخابية".

واشار الى ان التحالفات الانتخابية التي سيعقدها، "تخضع لمعيارين هما التفاهم السياسي والمصالح الانتخابية"، مشيرا الى انّ "من المبكر الحديث عنها لكن الثابت الوحيد حاليا انني انتمي الى تكتل عريض هو التغيير والاصلاح".

الأمم المتحدة​ عائق

وردا على سؤال عن ​ملف النازحين السوريين​، قال يعقوب: "لا يختلف اثنان ان عودة النازحين فيه مصلحة للشعبين السوري واللبناني، كما انه لا خلاف ايضا ان ادخالهم العشوائي في بداية الازمة كان خطأ سياسيا كبيرا"، لافتا الى انّه "بعيدا عن البحث بتطور الازمة السورية وانعكاساتها على ملف النازحين ومواقف القوى السياسية اللبنانية على اختلافها، الا انه وبكل صراحة العائق الاساسي والمركزي في عودة النازحين السوريين الى ديارهم هو الامم المتحدة والدول المتحالفة، لان التمويل الذي يصرف عليهم من رواتب وتعليم وطبابة وخدمات هو العامل الاساس في بقائهم". واضاف: "لو ان هذه الاموال الاممية توقفت اليوم لن يبقى في لبنان نازح سوري واحد. وهذه هي كلمة السر التي لا يجرؤ احد على البوح بها".