لفت المفتي الجعفري الشيخ ​أحمد قبلان​، في خطبة الجمعة الّتي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في ​برج البراجنة​، إلى أنّ "الإشتباكات في المنطقة معقّدة، والرهان يبقى على تعزيز تفاهمات ال​لبنان​يين وتصالحهم، وتمتين جبهتهم الداخلية تحت سقف المصلحة الوطنية العليا"، مركّزاً على "أنّنا كلّنا مسؤولون عن تحقيق الإستقرار الّذي يفترض جهوداً مضاعفة، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة الّتي ترخي بأعبائها على الأوضاع المعيشية والحياتية، وباتت تتطلّب معالجات جديّة وجذرية، وحلول عملية وعملانية لكل الملفات الشائكة".

وأشار المفتي قبلان، إلى أنّ "الأصوات بحّت ونحن نشكو من ​الفساد​، وكلّت الألسن ونحن نحذّر ونقول: إبنوا الدولة، طبقوا القانون، فعّلوا القضاء، راقبوا وحاسبوا، أدخلوا السجون كلّ من يدان فحيتان المال كثر، والمتطاولون على خزينة الدولة ومواردها لا يعدّون، وهم معروفون بالأسماء"، متسائلاً "لماذا لا يحاسبون ويحاكمون؟ لماذا الفقراء فقط تغصّ بهم السجون وتسطّر بحقهّم البلاغات ومذكرات التوقيف؟ أين أصبح العفو العام؟ ولماذا التسويف والمزايدة في قضية تعتبر الدولة هي المسؤول الأول عنها؟ لأنّها قصّرت بحقّ الناس وفشلت في تأمين الحد الأدنى من واجباتها تجاه مواطنيها الذين تخلّت عنهم وأهملتهم وحرمتهم وغبنتهم فأصبحوا ضحايا الفقر والرذيلة والجريمة".

وأكّد "أنّنا مع العدالة ومع الإنتظام العام، ولكنّنا نرفض الظلم"، متسائلاً "لماذا يسجن من يسرق دراجة أو ربطة خبز، ولا يسجن من يجوّع شعباً بأسره ويسرق وطناً؟ هل هذه هي العدالة الّتي يسعى العهد الجديد لتحقيقها؟، مشدّداً على أنّ "وطناً بلا عدالة إجتماعية مصيره الخراب، ودولة بلا قوانين ومؤسسات وإدارات وإنماء وفرص عمل لا تقوم، وهذه معادلة ثابتة".

وركّز على أنّ "على أهل السلطة في لبنان أن يعلموها ويعملوا بموجبها، ويلتزموا تطبيقها، وإلّا فإنّ كلّ ما يطرح من عناوين إصلاحية وتغييرية، ويحكى عن مشاريع ومخطّطات وبرامج تنموية وإقتصادية، ما هو إلّا وهم. فلنحزم أمرنا، ونوجّه البوصلة نحو النهوض بالوطن وبناء الدولة، وتفعيل المؤسسات والهيئات الرقابية وفق مبدأ الثواب والعقاب، وخارج كهوف الطائفية والمذهبية البغيض، كي نصل معاً وبشراكة وطنية كاملة إلى ما يرسّخ ثوابتنا ويحمي بلدنا".

ونوّه إلى "أنّنا نؤكّد على العلاقة الأخوية مع ​سوريا​، ونطالب بتطويرها وتعزيزها ونرفض أية شروط وإملاءات من هنا أو هناك، لأنّ ما بين لبنان وسوريا لن تقدر على شطبه بعض السياسات الفاشلة، الّتي أحرقت المنطقة وهجّرت شعوبها وشوّهت إسلامنا".