كشف مصدر حكومي مطلع لصحيفة "الديار" أن "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ طلب من رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ المجيء الى بيروت لبحث الاستقالة قبل اعلانها من ​الرياض​، فأبلغه الحريري تعذر هذا الامر"، مشيرا الى أن "الرئيس عون اعطى الحريري كل ما يطلبه، وان الحريري شكا لعون كيف ان رئيس الجمهورية الاسبق ​اميل لحود​ لم يكن يترك لوالده ​رفيق الحريري​ ان يعقد اجتماعات للحكومة بدون ترؤسها من قبل لحود وبأن لحود كان يضطهد الرئيس الراحل الحريري".

ولفت المصدر الى أن "الرئيس عون اعطى للحريري حرية عقد الاجتماعات في السراي وترؤس جلسات ​مجلس الوزراء​ دون حضوره، كما اعطى الرئيس عون للحريري حرية تشكيل اللجان الوزارية برئاسته لبحث التحضير للانتخابات النيابية وترؤس لجنة مناقصات الكهرباء ولجنة موضوع أوجيرو وحلّ الاشكال بين الوزير ​جمال الجراح​ ومدير شركة أوجيرو كما اعطى الرئيس عون للحريري تأليف اللجان والتصرف بكل هذه الأمور"، مشيرا الى أن "الحريري أبدى استياءه من موقف عون في مؤتمره الصحفي ورفض السعودي لقول رئيس الجمهورية عن وجود سلاح ​حزب الله​ وانه كرئيس للحكومة اللبنانية يشارك السعودية هذا الرأي".

وذكر أن "الرئيس عون قام بأول زيارة خارجية للمملكة العربية السعودية وان الحريري تمنى على عون عدم حصول اجتماع بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد منعاً لاحراجه ولم يُعقد الاجتماع وساير الرئيس عون الحريري في الأمر كما تمّ الاعلان من قبَل دوائر ​القصر الجمهوري​ عن زيارة لعون الى ​الكويت​ و​ايران​ وان زيارة ايران تم تأجيلها بناء على تمنّي الحريري حيث نقل رسالة من السعودية حملت تمنيات لرئيس الجمهورية بعدم زيارة ايران ولم تلبَّ الدعوة الايرانية وستحصل زيارة الكويت فقط".

وأكد المصدر أن "الرئيس عون لبّى كل طلبات الحريري في كل المجالات السياسية والمالية خاصة في مشاريع مجلس الانماء والاعمار وغيرها ورغم ذلك قرر الحريري الاستقالة من الرياض ووضع عهد الرئيس عون في فراغ حكومي خطير مع العلم ان العهد قام بأعمال جبارة بتأمين الاستقرار الأمني والسياسي والعسكري داخل لبنان وانه لم يحصل أي حادث سياسي او امني بين حزب الله وتيار المستقبل او بين ​الطائفة الشيعية​ والسنية وان الحكومة كانت ملتزمة بالبيان الوزاري وكان العهد مع الحكومة يحضّران لخطة اقتصادية لانقاذ لبنان من الازمة الاقتصادية الكبرى"، معتبرا أن "استقالة الحريري موجهة للعهد ولرئيس الجمهورية وخطرة قد تهزّ استقرار لبنان وتأتي دون اي مبرر او سبب".