ذكرت دوائر ​قصر بعبدا​ لصحيفة "الجمهورية"، أن " رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ يفكّر باستدعاء سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في ​مجلس الأمن​ وسفراء دول اوروبا والمجموعة العربية في الساعات المقبلة لوضعِهم في آخِر التطورات، وأنّه يتريّث في هذه الخطوة الى مساء اليوم بانتظار نتائج اتصالاته الخارجية لاستكشاف الخطوات المقبلة وتحرّكات الحريري تحديداً".

وأفادت ان مِن المقرر ان يوسّعَ رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة إطارَ مشاوراته التي بدأها امس في مع قيادات وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية، لتشملَ مرجعيات غير سياسية، وفي طليعتِها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لبحثِ نتائج إعلان الحريري استقالته من خارج ​لبنان​ والسبل الكفيلة للخروج من الأزمة المتأتية عنها.

وعلمت "الجمهورية" انّ الرئيس عون طمأنَ في لقاءاته الى انّ الوضع الأمني ممسوك وكذلك الوضع النقدي والإقتصادي، وأنّ البلاد تجاوزت تردّدات الاستقالة وما كان يمكن ان ينجمَ عنها لولا الإجماع الوطني الذي عبّر عنه القادة السياسيون من مختلف الأطراف، وإسراع المراجع المصرفية والنقدية والمالية الى التأكيد على قدرة لبنان على استيعاب ايّ فوضى مالية والتي استبِقت بتدابير ناجحة، كما بالنسبة الى جهوزية القوى العسكرية والأمنية. لكنّ عون حذّر بشدّة "من مخاطر الشائعات التي تساهم فيها مجموعات غوغائية احياناً، وأخرى تقصد جرَّ البلادِ الى فتنة داخلية، وأكّد ضرورةَ عدم الأخذ بها".

ونَقل زوّار قصر بعبدا أنّ عون "قدّم عرضاً مفصّلاً لتطورات ما قبل الاستقالة وأثنائها وبعدها وفق ما لديه من معطيات، وتحدّثَ عن الظروف الملتبسة للاستقالة" وأكّد انّه يتريّث في اتخاذ ايّ موقف منها قبل ان يتسنّى له لقاء الحريري، "آملاً ان يكون في ​بيروت​ في وقتٍ قريب".

وبحسبِ هؤلاء الزوّار فإنّ عون وصَف الاستقالة "بأنّها غريبة في الشكل والتوقيت والمضمون ومخالِفة لكلّ التقاليد والأعراف التي عرفها لبنان منذ الاستقلال الى اليوم، هذا عدا عن ظروفها التي لا يمكن توضيحها او الوقوف على الحقائق المحيطة بها قبل لقاء الحريري لتقرير ما يمكن القيام به في اقربِ فرصة ممكنة".

بعد ذلك طلب عون ممّن التقاهم إبداءَ رأيهم في هذه المعطيات ورؤيتهم لسبلِ مواجهتها بما يضمن الاستقرارَ في البلاد وطمأنة اللبنانيين الى انّنا جميعاً واعونَ لِما نشهده من استحقاقات كبرى تعني كلّ اللبنانيين قياساً على حجم الظروف التي تحيط بلبنان، والإصرار على تجنيبه تردّدات المخاطر مع الحفاظ على نسيجه وأمنه.

وكشفت دوائر ​القصر الجمهوري​ أن غالبية من التقاهم الرئيس عون أيّدوا التريّث بانتظار توضيح كلّ ما أحاط بالاستقالة، والوقوف على ما جرى مع الحريري والظروف التي دفعته الى هذه الخطوة، حمايةً للوحدة الوطنية وضماناً لمصالح اللبنانيين، فما يحصل لا يَستهدف طائفة أو مجموعة بقدر ما يستهدف لبنان بكامله."