نشر موقع "فوربس" ​الشرق الأوسط​، تحقيقا عن السياحة في ​لبنان​ وضرورة زيارة هذا البلد لتذوق نبيذه ومأكولاته، فاشار الى ان على رغم الفوضى التي تسود في لبنان على كافة المستويات، بسبب الانقسامات المذهبية كما السياسية، فضلا عن الارث الثقيل من العنف الذي ساد في ​الحرب اللبنانية​، وبالرغم من الضغط الكبير الذي يشكله ​النازحون السوريون​ على لبنان والخطر الامني جراء هذا النزوح، إلا ان لبنان ما زال وجهة سياحية للأجانب وللأميركيين خاصة، مع العلم ان ​الخارجية الأميركية​ تحذر رعاياها من السفر الى لبنان.

ولفت التحقيق الى ان على رغم المشكلات البنيوية التي يمر بها لبنان إلا ان الروح اللبنانية الجميلة تعوض عن كل ذلك، كاشفا ان حسن الضيافة اللبنانية وثقافة ​الشعب اللبناني​ المنفتحة كما طبيعتهم الحشرية وحماستهم في مشاركة مطبخهم التقليدي الغني بالمأكولات و​المشروبات الروحية​ وبخاصة ​النبيذ​، مع العالم، يحفز السائح على تمديد إقامته في لبنان لإكتشاف أسرار هذا البلد العجيب في الشرق.

​​​​​​​​​​​​​​

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​وسرد التقرير لتاريخ المطبخ اللبناني الذي يعود الى آلاف السنين والذي كان من أوائل المطابخ في العالم والذي نتج عن تكون المجتمع الزراعي، ولبنان هو من أوائل المجتمعات الزراعية في العالم ، بعد انتقال اللبنانيين من عصر المجتمع الذي يعتمد على صيد الحيوانات ليأكل الى مجتمع يزرع ليأكل، وفي هذه المرحلة نشأ المطبخ اللبناني بأكله ونبيذه اللبناني، كما تطرق التقرير الى تاريخ الحرب في لبنان نظرا لأهميتها لفهم المجتمع اللبناني وواقع البلد، مشيرا الى الحرب الذي بدأت في منتصف السبعينات واستمرت حتى العام 1990، والتي انتهت بإقرار اتفاق الطائف الذي قسم السلطة بين المسيحيين والمسلمين بالمناصفة، ومر التقرير على الوضع السياسي والمجتمعي لجهة التنوع المذهبي والتعددية السياسية ليصف دور ​المرأة​ المتحررة في صياغة العقلية اللبنانية ومدى التأثير الخارجي على المسار السياسي وبخاصة العلاقات اللبنانية مع ​فرنسا​ منذ اوائل القرن العشرين والتي صاغت الوجه الثقافي والمعماري للبنان، ويكمل التقرير في سرده ليصف الصراع مع ​اسرائيل​ ودور ​حزب الله​ فيه وبخاصة بعد التحرير في العام 2000 وبعده في الحرب الاسرائيلية على لبنان في العام 2006، ووصف التقرير حالة التطور التي مر بها لبنان بعد الحرب وبخاصة لناحية إعادة الاعمار مشيرا الى ان هذا الاعمار جاء على حساب ذاكرة ​بيروت​ بالأخص، والتي تبدل وجهها لتشبه أية مدينة حديثة في العالم وبالأخص الخليجية منها، ففقدت معظم ابنيتها التراثية، التي كانت تميزها عن غيرها من عواصم العالم.

واشاد التقرير بحب اللبنانيين للحياة على رغم مآسي الحرب فكشف عن وجه الحياة في بيروت ووسطها التجاري الحديث، الذي يزدحم بمراكز ​التسوق​ الكبيرة، الى جانب بعض ​الآثار​ الرومانية في الوسط والتي نجت من الطمر تحت المباني الحديثة، في حين ان للسهر في بيروت ميزة لا توجد في مدن سياحية أخرى، ذاكرا منطقة الجميزة التي تشتهر بملاهيها الليلة ومطاعمها الراقية، وذكر ان السائح لا يشعر بأنه غريب في لبنان بسبب لطافة اللبنانيين وقربهم من القلب وانفتاحهم من دون تحفظات على الأجانب وبخاصة السواح منهم، وختم التقرير بتوصية للسياح الأميركيين بشكل خاص بأن يزوروا لبنان ويتذوقوا مأكولاته."ترجمة ​النشرة​"

​​​​​​​