توجه أمين عام المجلس الأعلى ل​طائفة الروم الكاثوليك​ ​شارل عطا​ إلى أمين عام ​الأمم المتحدة​ أنطونيو غوتيريس بالقول " أخاطبكم من موقعي وما أمثل وبإسم الصداقة التي تربطني بكم يوم شاركتم في ورشة عمل لبلدات ​البقاع الشمالي​، ​القاع​ و​رأس بعلبك​ و​الفاكهة​ إبان إحتلال داعش لجرود تلك البلدات"، مشيراً إلى ان "موضوع اللاجئين السوريين هو من أولويات الحكومة ال​لبنان​ية، ولكن إستقالة رئيس الحكومة وإنشغال أركان العهد بهذه الإستقالة المفاجئة صرف النظر مؤقتاً عن هذا الموضوع مما دفعني لأخذ المبادرة والطلب منكم بإسم اللبنانيين أن ترفعوا الظلم عنا ولا تساهموا فيه ولو عن غير قصد".

وفي رسالة وجهها لغوتيريس عن طريق منثق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان السيد ​فيليب لازاريني​، لفت عطا إلى أنه "بالأمس، صرّح وزير ​خارجية روسيا​ لافروف أن الحرب في ​سوريا​ شارفت على نهايتها، وأنتم تعلمون أن سوريا أصبحت تحت وصاية اكبر دولتين في العالم. فالمناطق التي يسيطر عليها النظام تحت الوصاية الروسية والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة أصبحت بعد اندحار داعش تحت الوصاية الأميركية ويمكن للأمم المتحدة أن تتفق مع أكبر دولتين لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم"، متسائلا "هل تعلم يا غوتيريس أن مساعدتكم المادية للاجئين السوريين في لبنان تساهم في زيادة تعاستهم وزادت نسبة الولادات بينهم بأعداد كبيرة لا يتحملها الواقع اللبناني فإختلاف الثقافة بيننا وبينهم سبب كل علّة في لبنان".

وأشار إلى ان "الأسبوع الفائت، كنت في زيارة أحد الأصدقاء في ​مستشفى تبنين​ فأخبرتني الطبيبة التي تعمل في المستشفى المذكور أن أحد اللاجئين السوريين أدخل في نفس اليوم زوجتين من زوجاته واحدة ولدت ولادة طبيعية والثانية ولادة قيصرية، وعندما سألته عن سبب تكاثر نسائه وأولاده، أجاب طالما الأمم المتحدة تساعدني في ولادة كل طفل أعدكم في العام المقبل لتهنئتي في أربع أطفال جدد ولقد صرح رئيس الجمهورية ميشال عون أن نسبة جرائم اللاجئين السوريين بلغت ستون بالمئة من معدل الجريمة في لبنان".

وسأل "هل تعلم أنه بالأمس القريب لاجىء سوري قتل سيدة في ​المعاملتين​ لسرقة عشرين ألف ليرة لبنانية، اللائحة تطول ولا أريد زيادة الضغط في الشارع اللبناني ضد اللاجئين السوريين ولكنكم أدرى بالجرائم من ​مزيارة​ إلى ​ساحل علما​ إلى ​الضاحية الجنوبية​ إلى جميع الأراضي اللبنانية"، مطالباً بـ"ايقاف المساعدات عن اللاجئين السوريين في لبنان ووضع خارطة طريق لإعادتهم إلى بلادهم وتقديم المساعدات للعائدين لترميم منازلهم وإعادة إعمار بلدهم وخاصة أن الخطر قد زال، فيمكن لكل سوري إختيار المنطقة التي يريد العودة إليها في سوريا حسب ميوله السياسي".

وأضاف عطا أن "المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين بعد توقف المعارك في سوريا تساهم في تشردهم وتسبب قلق وتعاسة للشعب اللبناني، وتجميعهم في مخيمات الذل و​الفقر​ يسبب حقد ضد الإنسانية وتصبح هذه المخيمات بؤر للتخطيط لعمليات إرهابية. فخلال خدمتي العسكرية كنت رئيس قسم مكافحة ​الإرهاب​ في لبنان وكل كلمة أقولها مبنية على تجربة شخصية"، معتبراً أن "الوضع خطير والتاريخ لا يرحم فأنتم أصحاب البصمات البيضاء في الإنسانية وأنا واثق أن ندائي يلقى آذان صاغية منكم".