في برنامج عبر احدى المحطّات العربيّة انبرى أحدهم لا رؤية له الا الحقد الأعمى بالقول عبر برنامجه: أخيراً فعلها سعد ​رفيق الحريري​، وغادر التركيبة السياسية ال​لبنان​ية الحاكمة حالياً.

نقول أخيراً، لأنه لم يكن لائقاً بمن ورث عن أبيه ثقافة لبنان السلام، لبنان التنمية والعروبة والعلاقات الطيبة مع الجميع، أن يكون على رأس حكومة يسيّرها من الخفاء "​حزب الله​" الخميني ويغطي عليها الرئيس المسيحي ​ميشال عون​ وصهره فيلسوف حلف الأقليات (وزير الخارجيّة) ​جبران باسيل​.

نزع الغطاء ليس السني فقط بل المدني اللبناني عن هذه الحكومة، لأن رفيق الحريري كان مشروعاً مدنياً لبنانياً، ونزع هذا الغطاء يعني جعل المواجهة مع المحتل للقرار اللبناني، أي "حزب الله" ومن ينافقه أو يحتمي به، على المكشوف.

بالصدفة، تزامن مع إستقالة الحريري التاريخية إرسال العصابة الحوثية الخمينية صاروخاً فاشلاً على الرياض، عاصمة العرب الأحرار وليس عرب الخميني أو عرب خامنئي، الأمور كلها مرتبطة ببعضها، ولا نقول أن الصاروخ رد مباشر على الإستقالة، لأن العدوان الخميني على السعودية من خلال الوكيل اليمني الحوثي بالصواريخ لم يتوقف أصلاً حتى بالقرب من مكة قبلة المسلمين، ولكن هذا التزامن يعني مدى ترابط أدوات العدوان الخميني ببعضها، والصولة الطائفية على مصالح وأمن العرب وفي مقدمتهم السعودية.

إذا، حان لحظة المواجهة الحقيقية مع المشروع الخميني وكسر شوكة هذه العصابات من طهران إلى الضاحية وصعدة.

في هذه المواجهة التاريخية، لم يكن لائقاً بالعرب الأحرار أن يكونوا جزءاً من هذه التركيبة، وبالتالي لم يكن لائقاً بسعد ابن رفيق الحريري ولا بأحرار لبنان أمثال الزعيم الوطني حارس الدولة ​سمير جعجع​ البقاء في حكومة كهذه، حكومة صوريّة لا تفعل إلا منحى الغطاء والشرعية للإحتلال الإيراني.

بصراحة، كان بقاء ​سعد الحريري​ أكثر من ذلك يعني الإغتيال المعنوي الصريح وهو أكثر مداحة من الإغتيال المادي الجسدي الذي كان يهدد به القتلة الخمينيون سعداً في لبنان.

صدق الرجل وقال ما يعلمه الكل، وهو أن إيراني الخمينية تحتل لبنان كما كان إحتلال ​إسرائيل​ سابقاً، ولكن الإحتلال الخمينية غبر تغطية وشرعنة لبنانية داخلية.

رحيل سعد الحريري عن رئاسة الحكومة اللبنانية ليس أمراً سهلاً، لأنه ليس كأي اسم سني عابر... الإحتلال الإيراني في لبنان ليس سهلاً أو حديث بل هو معقد وقديم.

إستقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية في هذا الوقت أمر يعني الكثير، ومن هذا الكثير أن المواجهة مع المشروع الخميني قد حانت. حانت بصراحة وصدام شامل كامل، لا وقت للعبث أو التسويف أو ما يسمى بالصبر الإستراتيجي، حسب تعبير الرئيس السابق ​باراك أوباما​.

ومع احترامنا لكل اراء الناس، لا يمكن ان نحترم هذا الرأي، ليس لانه غير سياسي ومجبول بحقد ونابع من فم مليء برائحة المال، بل لاننا نحترم آراء الناس والناس فقط.

اما في السياسة، فلننتظر ونترقب ما اذا كان هذا المخلوق مستعدّ ليحمل سلاحا ويقاتل "العصابات الخمينية" كما اسماها، وهو امر لن يصدقه اي انسان بطبيعة الحال. فللبنان تاريخ يشرّفه ويشرّف المنطقة العربيّة بكاملها، ونكتفي بهذا الردّ على سفاهة مذيع لا يشرّف أي وسيلة اعلاميّة أن تذكر اسمه.