لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب ​أحمد فتفت​، خلال افتتاحه لثانوية إيزال في الضنية، إلى أنّه "لا يمكننا أن نتجاوز ما يحصل على الصعيد السياسي، فلقد عانى كثيراً رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ خلال السنة الماضية، إذ قدّم الكثير من التضحيات، ولكن للأسف أمام يده لم تكن هناك أيادي ممدودة تقابلها فعليّاً"، مشيراً إلى أنّ "الحريري كان وحيداً في دفاعه عن الوحدة الوطنية الّتي نسمع اليوم الكثيرين يتغنّون بها"، مركّزاً على أنّ "ليت هذا الكلام قيل منذ أشهر عديدة، يوم كان الحريري يعاني كثيراً من تسلّط "​حزب الله​" على السلطة، يعاني من عدوان "حزب الله" على ​الشعب السوري​ وعلى دول الخليج، من الكلام الطائفي والعنصري الّذي إستمعنا له في بعض الخطابات السياسيّة، لدرجة أنّهم منعوا الفائزين في إمتحانات ​مجلس الخدمة المدنية​ من أن يصلوا إلى مبتغاهم، تحت عناوين شتّى متجاوزين الدستور والأصول".

وأوضح فتفت، أنّ "​لبنان​ عانى من ثلاث مشاكل أساسيّة هذه السنة، تكمن المشكلة الأولى في الخلل الداخلي رغم كلّ المساعي الّتي قام بها "​تيار المستقبل​" وعلى رأسه الحريري"، منوّهاً إلى أنّ "المشكلة الثانية نعيشها من خلال عدم إلتزام الحكومة بالقرارات العربية وتحديداً عدم إلتزام لبنان بحياده وعدم تطبيقه ل​سياسة النأي بالنفس​ عن الصراعات الّتي تجري في المنطقة الّتي دفعنا بسبب هذا السياسة ثمناً باهظاً. أمّا لجهة المشكلة الثالثة والصعبة هي عدم الإلتزام بالقرارات الدوليّة 1701 في جميع مندرجاته".

وشدّد على أنّ "من غير المنطقي أن نقبل ولا أن تقبل دول الخليج والسعودية أن تقدّم كلّ ما قدّمته للبنان من عونٍ ومساعدات إقتصادية ومن معاودة إعمار للتدمير، من دعم لليرة البنانية من خلال وضع الودائع في المصرف المركزي، بالإضافة إلى السماح لعشرات آلاف العائلات اللبنانية أن تجني ما تجنيه في السعودية"، مشيراً إلى أنّ "رغم كلّ ذلك، نجد في نفس الوقت في حكومة لبنان من يرسل الصواريخ بإتجاه ​الرياض​ وليس بالكلام إنّما بالفعل، لا الحريري يقبل كلّ ذلك الجحود ولا "تيار المستقبل" ولا أحداً منّا".

وأكّد فتفت، "أنّنا دعاة تهدأة ووحدة وطنية. نحن دعاة حكومة سياديّة برئاسة الحريري، وهذا هو موقف "تيار المستقبل" وموقف حلافاؤنا في حزب "القوات اللبنانية" وآخرين في وطننا. نحن لا نريد أن نقلب الطاولة على أحد، بل نريد أن تحافظ الطاولة على فرقائها، نريد أن نحفظ هذا البلد من الّذين أهدروا الفرص خلال سنة بأكملها"، مبيّناً "أنّنا عندما كنّا نتكلّم عن ذلك في البيانات أو في المجلس النيابي، كانوا ينظرون إلينا مستغربين لما نقول. أما الآن قد وصل الجميع إلى ما وصلنا إليه من واقع مرير، وفجأة هبط الوحي على الجميع وبدؤوا التحدّث عن التهدأة والوحدة الوطنية. أين كانوا؟".

وتساءل "أليس هم من أوصلوا الوطن إلى ما وصل إليه؟ نحن أبناء اليوم، ولنسعى نحو التهدأة والوحدة الوطنية، ولهذا كلّه نريد حكومة تلتزم بالتوازن الداخلي لجميع الجهات السياسية، وأن لا نهدر أي حقوق لطرفٍ على حساب طرفٍ آخر أكان هذا الطرف سياسيّاً أم كان طائفيّا أو مذهبيّاً"، مشدّداً على "أنّنا نريد حكومة تعترف بالقرارات العربية وتعيد الإعتبار ل​إعلان بعبدا​، نريد حكومة تؤمن بحياد لبنان وترفض الذهاب إلى ​سوريا​ للقتال، نريد حكومة لا تميّز بين مرتكبٍ وآخر في ​المحكمة العسكرية​، نريد حكومة تقول بالفم الملآن وتصدق بما تقول لجهة إحترام القرارات الدوليّة وعلى رأسها القرار 1701 في جميع مندرجاته بما فيه القرار 1559 بهذه الحكومة فقط ننقذ لبنان".

وركّز فتفت، على أنّ "من يعتقد بأنّنا بكلّ بساطة يمكننا العودة إلى الوراء فهو واهم. كان الحريري واضحاً في موقفه، صريحاً جدّاً في كلامه، ويجب أن يبنى على الشيئ مقتضاه. نرفض أن يصبّ البعض السم في العسل محاولين الإستهانة بما قاله الحريري، متجاهلين أنّ هناك مشكلة داخلية كبيرة وخللاً في التوازن، غاضيين الطرف عن المشكلة الأعظم وهي العلاقة مع الدول العربية والخلل في العلاقة مع العالم أجمع"، لافتاً إلى أنّ "بالمقابل نراهم يردّون على ذلك بمجموعة من الشائعات والإفتراءات، فكلّ دقيقة نسمع شائعة جديدة".