أكّد مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، أنّ "هذا الوطن لا يمكن أن يدوم ويستقرّ إلّا إذا سادت القيم وعمّ العدل، وهو من أعظم القيم. العدل يفوقه الفضل، فالفضل هو قمّة المكارم"، مشيراً إلى "أنّنا في أمة، لا يجوز أن تتفاوت بيننا الحقوق والواجبات. الحدّ الأدنى في كرامة الإنسان في بيئته ومجتمعه، هو العدل، أمّا الحدّ الأعلى فهو الفضل والعطاء".
وأوضح الشعار في خطبة الجمعة، أنّ "المجتمع والوطن لا يمكن أن يدوم فيه الأمن النفسي والمجتمعي، إلّا إذا ساد العدل"، منوّهاً إلى "أنّنا نعيش في بلد ووطن، وكم نرنو ونتطلّع ونتشوّف إلى أن يسود العدل فيه بين سائر الأبناء والمناطق والشرائح، على مساحة الوطن كلّه"، لافتاً إلى أنّ "القيم الّتي تحكم هي الّتي يطلق عليها العلماء، الإنتظام العام والدستور. القانون هو الّذي ينبغي أن يعود إليه الناس عندما يختلف أحد مع الآخر"، مبيّناً أنّ "لبنان بلد ميّزه الله على كثير من البلاد، لكن المحن تتوالى عليه"، مركّزاً على أنّ "طرابلس قاومت كلّ أنواع الفتن، ودفنت كلّ ما يحاك لأجلها، وتجاوزات كلّ أنواع الفتن الطائفية والمذهبية، لأنّ أبناء المدينة يعودون إلى أصل كريم وقيم عالية، ويردّدون أنّنا نعيش في وطن كلّنا فيه أخوة. هذه المدينة الّتي استعصت على الإنفحار في كثير من المحطات الّتي كانت تعدّ لها، هي المدينة الأولى الّتي تعلن ولاءها للوطن".
وشدّد على "أنّنا نريد العدل، والوحدة الوطنية لا تتجلّى إلّا إذا عاد الجميع إلى الدستور، وإذا تساوى الجميع أمام الدستور، إّلا إذا شعر الجميع أنّ القانون يحميهم ويرعاهم ويؤمّن لهم أمن مستقبلهم وحياتهم"، مشيراً إلى أنّ "لبنان يمرّ بمراحل، أوّ مرّ بمحطّات، كلّ محطة تكون أصعب من الّتي قبلها، لكن رعاية الله وحكمة الحكماء، هي الّتي جعلت للإنهيار حدّاً، وللبلد صمام أمن وأمان".
ولفت الشعار، إلى أنّ "الأزمة الساسيّة الّتي نمرّ بها، لا تتوقّف عند غياب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ، بل يجب أن ندرك أسباب وأبعاد ومضمون الإستقالة. لا يجوز على الإطلاق أن يشعر فريق أنّه منتصر وغالب على فريق آخر، لا بإمكانيّاته العسكرية والسلاحية"، مركّزاً على أنّ "لبنان كبقيّة الدول، ينبغي أن يتساوى فيه الناس بكلّ أنواع الحقوق والواجبات"، مؤكّداً أنّ "أسباب الإستقالة خطيرة، ومضمون الإستقالة أخطر، وغياب الحريري عن بلده قضية تحتاج من الدولة أن تحتضنها وتستوعبها وتجد لها حلّاً وفرجاً".
ونوّه إلى أنّ "كلّ المواقف الّتي أُعلنت، هي مواقف مشرّفة ولافتة. المواقف الّتي أعلنها المسؤولون من قمّة الهرم وأمام أبواب دار الفتوى، كلّها تدلّ على وحدة وطنية ووحدة سنيّة وإسلامية"، مشدّداً على أنّه "ينبغي أن تسود المحبة والأخوة والمساواة، وأن يكون سائر أبناء الوطن سواسية أمام القانون والقضاء والعدل والدستور"، مثمّناً عالياً "كلّ المواقف الّتي أعلنت، والتريث رأي حكيم، لأنّ الّذي استقال يمثّل جزءا من الكيان، وليس سنيّاً فحسب"، مشيراً إلى أنّ "التريث أمام الإستقالة ممدوح ومبارك وموفّق، لكن على الدولة أن تسعى لإيجاد حلّ لأسباب الإستقالة"، مؤكّداً أنّه "لا يجوز أن يعتدي أحد على على الآخر، وعلى الدولة أن تجد وتبحث وتحسم أمرها، لإيجاد حلّ لكلّ أسباب الإستقالة، وإلّا فربّما تتولى الإستقالات"، مركّزاً على أنّه "لا يجوز لأحد أن يخطف وطنه لمصلحة وطن آخر".