أعرب مصدر سياسي ​لبنان​ي رفيع المستوى عبر وكالة "الأناضول" التركية عن قلقه من "الإجراءات المحيطة برئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ في ​الرياض​"، معتبرا ان "ما تردد عن محاولة أزاحته من منصبه وتعيين أخيه بديلا له لم تكلل بالنجاح".

وأوضح أن "المقابلة التي أجراها الحريري الأحد الماضي من الرياض، أعطت انطباعاً بمدى الاألم والحسرة التي تعتريه، الى جانب قلقه على عائلته وعلى البلد، والتي رددها مرّات عدة"، مشيرتً إلى أن "طابع المقابلة من حيث الشكل يدعو الى القلق حول الاجراءات المحيطة بالحريري في السعودية وكل هذه الامور تدعو الى استعجال عودته الى لبنان وأن يأخذ القرار السياسي الذي يرتأيه".

وكشف المصدر عن أن "الحريري موجود في منزله في الرياض، لكن وسائل الاتصال به محدودة، ونحن نعتقد ان حركته محدودة، وبالتالي امكانية عودته في الايام المقبلة ضرورية لإزالة الإلتباس حول وضعه".

وعن استقالة الحريري من الرياض، رأى المصدر أن "البيان الذي قرأه الحريري لا يعبّر عن قناعة تامة لديه ولدى المحيطين به باتخاذ خطوة الاستقالة ردا على تجاوزات "​حزب الله​"، مشيراً إلى ان "خطوة ازاحة الحريري واستبداله لم تنجح".

وأضاف "العالم أفشل هذا المخطط بعد أن بدأت دول كثيرة تتتخذ مواقف بضرورة ازالة الغموض وضرورة عودة سعد الحريري الى لبنان"، مشيراً إلى ان "النقاش السياسي مع الجهات الاخرى في البلد، حتى موضوع نأي لبنان بنفسه عن صراعات المنطقة، لا يمكن ان يتم والحريري خارج البلاد".

واعتبر المصدر أن "تحرك رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، بدءا من رفض الاستقالة، الى دعوة ​السفراء العرب​ والاجانب، الى السؤال عن رئيس الحكومة وقوله امام وسائل الاعلام والسفراء، ان الحريري محتجز، ادّت الى اطلاق دينامية ديبلوماسية دولية تطالب بتوضيحات حول مصير الحريري"، مؤكداً أن "وزير الخارجية جبران باسيل، يتحرك بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، وبتنسيق مستمر مع باقي اجهزة الدولة، للفت النظر الى ان غياب رئيس الحكومة لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة".

وتابع "تيار "المستقبل" ووزراء التيار ونوابه وعائلته متضامنون معه ومع ما يرتأيه من رؤية سياسية للمرحلة القادمة، ولكن لا يمكن اتخاذ اي موقف سياسي او تغيير البوصلة، قبل حضور الرئيس شخصياً الى لبنان لقيادة المرحلة".