اعتبر رئيس "​حركة الاستقلال​" ​ميشال معوض​ أن "مصلحة ​لبنان​ هي باستقراره ووحدته وتحييد نفسه عن صراعات المنطقة"، داعياً جميع الجهات إلى "سحب نفسها من صراعات المنطقة والعودة الى لبنان والى ​الدستور اللبناني​ والدولة والشراكة، ولأن هذا فقط يحمينا في لبنان وخارج هذه المبادئ نذهب جميعا الى الخراب".

وفي كلمة له غب المهرجان الذي نظمته "حركة الاستقلال" في ​سيدني​، لفت معوض إلى أنه "منذ العام 1969 أصبح هناك ازدواجية بوجود السلاح، بين سلاح ​الدولة اللبنانية​ وبين سلاح حملته منظمات خارج الدولة اللبنانية والذين حولوا لبنان الى ارض صراع الآخرين، من سلاح الكفاح الفلسطيني الذي ادخلنا في حرب أهلية، الى سلاح الحرب الأهلية الى سلاح ​الاحتلال الاسرائيلي​ الى سلاح الاحتلال السوري الى سلاح "​حزب الله​" تعددت الأوجه والأسباب، وتبقى الحقيقة واحدة، وهي أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية يؤدي الى الفتنة وللتدمير في لبنان. الحقيقة تبقى واحدة، وهي أنه لا يجمعنا كلبنانيين ولا يحمينا إلا سلاح ​الجيش اللبناني​ وسلاح ​القوى الأمنية​ اللبنانية".

أضاف "للأسف نحن نتصرف جميعا في كثير من الاحيان كعشائر تستقوي على بعضها بمساعدة من الخارج بدل من ان نمد يد الشراكة المتوازنة لبعضنا البعض، ويبقى الشريك في الوطن اقرب لنا من اي صديق خارج لبنان، نحن لا نريد فقط لبنان اولا لكن نريد الشراكة اللبنانية اولا"، لافتاً إلى أنه "إذا كان ثمة مطلب وطني لعودة الرئيس الحريري الى وطنه، وهو سيعود، لكن هذا المطلب الوطني وهذه الوحدة الوطنية التي تجلت لا يجب ان تنسينا الأسباب التي أوصلتنا الى هذه الأزمة وهذه الأسباب هي تدخل البعض في لبنان في شؤون الدول العربية الصديقة، وتورطه في أزمات المنطقة ولعبة المحاور، وكأننا لم نتعلم شيئا او كأنه لم نصب بحرب أهلية في لبنان نتيجة هذا الموضوع، ولا نرى ما يحصل في محيطنا من دمار وخراب في ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​ وغيرها من البلدان. لكل طرف الحق في أن يكون له رأيه، وأن تكون له قناعاته، لكن ليس من حق اي لبناني ان يساهم في تدمير بلده نتيجة ولاءاته الخارجية. حق ايران ان تعمل لمصلحتها، وحق السعودية ان تعمل لمصلحتها، كما حق تركيا ان تعمل لمصلحتها و​فرنسا​ و​اميركا​، ولكن حان الوقت ان نتعلم كلبنانيين أن نعمل مصلحة لبنان ولبنان فقط. ومصلحة لبنان هي باستقراره ووحدته وتحييد نفسه عن صراعات المنطقة. ومن هذا المنطلق، أدعو كل القوى اللبنانية ان تسحب نفسها من صراعات المنطقة وتعود الى لبنان، الى الدستور اللبناني، الى الدولة اللبنانية والى الشراكة ولأن هذا فقط يحمينا في لبنان وخارج هذه المبادئ نذهب جميعا الى الخراب. وفي هذا الإطار أكرر كلام الرئيس الشهيد ​رينه معوض​ "كفانا رهانات وكفانا مغامرات".

وتوجه إلى المغتربين في ​أستراليا​ بالقول "من واجبكم الوطني ان تمارسوا حق الانتخاب لأنكم قوة تغيير وسيادة، قوة تطور وحرية، لذلك أطلب منكم مجددا ان تتسجلوا كي تستطيعوا ان تنتخبوا لبنان في ايار المقبل. لا أطلب دعمكم في هذه الانتخابات لتنفيذ مشاريع شخصية او زعامة تقليدية لبنانية، أطلب دعمكم لننقذ لبنان ونساهم في تغيير المفاهيم التي أوصلت لبنان الى ما وصل اليه اليوم، ونبني سويا لبنان الذي نطمح اليه".

وتابع معوض "نحن أبناء المدرسة الشهابية، أبناء رينه معوض نحن ابناء المؤسسات التي نعمل على تعزيزها، مشروعنا مشروع سيادة وشراكة لأن الشراكة المتوازنة التي كرسها الدستور هي أساس للاستقرار في لبنان، لأن في مجتمعنا التعددي عندما تشعر اي مجموعة لبنانية بالتهميش نكون نؤسس لعدم استقرار. وتتذكروا في ثمانينات القرن الماضي عندما همشت الطائفة الشيعية الكريمة واليوم ندفع ثمن التهميش الذي حصل لها في ذلك الوقت، كذلك التهميش الذي عانى منه المسيحيون بعد استشهاد الرئيس رينه معوض وادى الى اغتيال البعض والى اعتقال البعض الآخر ونفي البعض الآخر وتهميش المسيحيين في الدولة، ومن هذا المنطلق دعمنا ولا زلنا ندعم ​المصالحة المسيحية​ التي اسست لانتخاب رئيس جمهورية جديد ولإعادة التوازن للشراكة الوطنية".

وقال "مهما كانت الصعوبات التي تمر بها هذه المصالحة أحيانا والتي دعونا الى توسيعها تبقى حاجة استراتيجية لاعادة التوازن لهذه الشراكة، فليس من الضرورة أن نتفاهم على كل شيء لكن المهم التفاهم على هذه النقطة اي التوازن في الشراكة لأن وجودنا واستقرارنا في لبنان مبني على التوازن وعلى الشراكة وعلى الطائف"، مشيراً إلى أن "مشروعنا هو أيضا مشروع إصلاح ومحاربة الفساد ومشروع الإنماء، والكلام الذي اقوله ليس مجرد شعارات فأنتم تعرفون أننا منذ دخلنا في المعترك السياسي لم نمد يدنا يوما على المال العام في لبنان بل على العكس قمنا ببيع ممتلكاتنا كي لا نمد ايدينا على المال العام وكي يبقى قرارنا سيدا حرا مستقلا. حولنا الانماء ومفهوم الانماء من شعار الى فعل، عبر "مؤسسة رينه معوض". وأقول بكل فخر ان هذه المؤسسة كسرت كل الحواجز المناطقية والطائفية والسياسية وباتت موجودة في قلب كل لبناني على مساحة لبنان".