شدد عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب اللبنانية" ​سيرج داغر​ على وجوب الانصراف لايجاد "حل جذري للأزمة التي يتخبط فيها لبنان بعيدا عن "ابر البنج" والتسويات الظرفية التي لا تدوم"، معتبرا انّه "لا يجوز ان نقلق كل اسبوعين على وضع الليرة والاقتصاد والوضع الأمني، فاللبنانيون لم يعودوا يستطيعون ان يعيشوا بما هو مؤقت".

وحثّ داغر في حديث لـ"النشرة" على الخروج بحل يعتمد على مبدئين أساسيين، مبدأ الحياد ومبدأ السيادة، لافتا الى انّه "وبالمبدأ الاول حين نتفق على وجوب عدم تدخل اي من الفرقاء اللبنانيين بشؤون دول أخرى، عندها لن يجرؤ أحد على التدخل بالشأن اللبناني". واضاف: "اما بما يتعلق بالمبدأ الثاني، فبقدر ما يهمنا عودة ​حزب الله​ الى الداخل اللبناني والكف عن التدخل في شؤون ​الدول العربية​، بقدر ما يعنينا ايجاد حل نهائي لسلاحه".

مرحلة معقدة

وعبّر داغر عن أسفه لأن بعض الفرقاء اللبنانيين "يتصرفون كقاصرين معتمدين على مرجعيات اقليمية ودولية"، مشددا على ان "مرجعيتنا الوحيدة يجب ان تكون لبنان، وبالتالي ان يكون الحل المنشود لبنانيا، وان كنا واقعيين ونعي تماما اننا لا نعيش في جزيرة معزولة وان اي حل لبناني يجب ان يكون مدعوما دوليا".

واستبعد داغر ان يسلك رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بعد عودته الى ​بيروت​ مسارا تراجعيا، مرجحا ان يتمسك باستقالته لننطلق بعدها باستشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة. وقال: "لا شك ان هذه المهمة لن تكون سهلة، فمن الصعوبة في مكان تشكيل حكومة يكون حزب الله جزءا منها في الظروف الراهنة، كما انّه من الصعب ايضا تشكيل حكومة دونه".

ورجّح داغر ان نكون مقبلين على "مرحلة معقدة تحتاج لنقاش وطني حقيقي، سواء اتخذ شكل طاولة حوار جدية او شكل حوار من داخل المؤسسات، فنكون مثلا مع حكومة ذات مهمتين اساسيتين، التحضير للانتخابات وطرح ملفي الحياد والسيادة".

هل سقط ​قانون الانتخاب​؟

واعتبر داغر ان "التجربة الاخيرة يتوجب ان تكون أقنعت حزب الله وحلفاءه بأنه مهما كان قويا ومسلحا فذلك لن يدوم، ولن يتمكن من فرض سيطرته وارادته على لبنان"، مشددا على جوب حصول الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن، "وان كنا ندرك ان هناك مصاعب تحيط بالموضوع، ان لجهة كون التحالفات غير واضحة حتى الساعة، او لجهة عدم معرفة مصير قانون الانتخاب الذي هو بالنهاية ابن التسوية التي سقطت مؤخرا مع استقالة الرئيس الحريري".

وذكّر داغر ان حزب "الكتائب" منذ أكثر من عام نبّه من الوصول الى ما وصلنا اليه اليوم من أزمة سياسية واقصادية، لافتا الى ان "التسوية اتت برئيس للبلاد حليف للحزب كما بحكومة تضم اكثرية واضحة له، اضافة الى ​قانون انتخاب​ لا شك سيعطيه أكثرية نيابية". واضاف: "في السابق كانت ​الدولة اللبنانية​ تستطيع ان تتبرأ من مواقف حزب الله، اما اليوم فقد بات ذلك غير ممكن مع رئيس حليف للحزب".