أكد المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط ​نيكولاي ملادينوف​ أن "​إسرائيل​ والدول العربية المعتدلة توصلت إلى رؤية مشتركة واضحة للتحديات الإقليمية، لكن ذلك لا يكفي لمواجهتها".

ولفت إلى أن "دول المنطقة لم تدرك حتى الآونة الأخيرة ضرورة الوقوف إلى جانب الاعتدال ومحاربة التطرف"، مشيراً إلى أنه "لو حدث ذلك في وقت أبكر، لما شهدنا انهيار دول وظهور تنظيم "داعش" الارهابي".

وشدد على أنه "كان من الواضح تماما للأمم المتحدة حتى في عام 2013 وأوائل عام 2014 أن تنظيم "داعش" سيستولي على أراض في ​العراق​"، موضحاً أن "توقيت سقوط مدينة الموصل في أيدي الإرهابيين كان معروفا للمنظمة العالمية من قبل، وذلك يعني أن هذا الأمر لم يكن مفاجئا بالنسبة للأطراف الإقليمية، غير أن الاهتمام الإقليمي بالتصدي لهذا الخطر كان قريبا من الصفر".

وأشار إلى أن "سبب الأحداث المأساوية في ​سوريا​ والعراق يكمن في حرمان مواطنين من حقوقهم وتهميشهم وعزلهم عن إدارة دولتهم، معيدا إلى الأذهان الاحتجاجات التي شهدتها ​الرمادي​ في أواخر عام 2013، حيث كان المواطنون يطالبون بتحسين الظروف المعيشية"، مؤكداً أن "السلطات العراقية قمعت هذه الاحتجاجات بدلا من حل المشكلة، وفي غضون الأشهر الستة المقبلة وصل "داعش" إلى المنطقة وتغيرت الأجندة جذريا".

وحذر من "الخطر الهائل الناجم الآن عن دول منهارة وتنظيمات انتحارية تخضع لتدخلات خارجية وأجندات راديكالية"، مشدداً على "الأهمية القصوى لاستعادة استقرار ووحدة ​الدولة السورية​ على أساس تشكيل حكومة مختارة من قبل شعبها"، معتبراً ان "تواجد قوات أجنبية في سوريا قرب حدود إسرائيل الشمالية تشكل خطرا كبيرا، سواء كانت قوات لأي دولة أو فصائل غير حكومية مثل "​حزب الله​".

وأشار إلى "أهمية حل ​القضية الفلسطينية​ لكونها مسألة حساسة بالنسبة للعالم العربي بأكمله"، موضحا أن "إسرائيل لن تنجح دون ذلك في إقامة جسور مع دول المنطقة لمواجهة التحديات القائمة".