أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن ​إيران​ دخلت أمس على خط التوتر من جديد، لتخلط الأوراق ال​لبنان​ية بعد قرار رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ التريث في موضوع الاستقالة، من خلال الموقف الذي أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني ​محمد علي جعفري​، بقوله: إن "نزع سلاح ​حزب الله​ غير قابل للتفاوض"، مما يعني أن إيران تضع لبنان في عين العاصفة من جديد، وأنه لا معنى للقرارات الداخلية.

وعدّت مصادر سياسية تصريحات جعفري، خرقا لــ"التريث"، وإحراجا للحريري الذي يسعى إلى رأب الصدع مع ​الدول العربية​، وحاول عبر استقالته اتخاذ موقف واضح من سياسة |حزب الله" المرتبطة بإيران، بكونه ذراعا لها وليس فريقا لبنانيا، وهذا ما يتأكد من تصريح الجعفري، داعية الرئيس اللبناني ​ميشال عون​ إلى العمل على تغيير حقيقي، وتحييد لبنان عن كل الصراعات، وانسحاب "حزب الله" من كل الساحات ليكون حزبا لبنانيا.

وفسرت مصادر أخرى لــ"الوطن"، أن "حزب الله" -ضمنا- وافق على نزع سلاحه بتوقيعه على القرار الدولي 1701 الصادر إثر حرب عام 2006 مع ​إسرائيل​، وأنه في هذه الحالة إذا أرادت ​الأمم المتحدة​ التدخل أو كُلفت بتطبيق القرار لنزع السلاح، يمكنها ذلك عن طريق رفع ​القرار 1559​ إلى البند السابع، فيصبح "حزب الله" ملزما بتسليم سلاحه بالقوة إذا لم يقتنع، ولكن هذا الأمر حتى الآن غير مطروح، لأن المطلوب عدم استخدامه خارج لبنان وداخله ضد اللبنانيين، كما جرى في أحداث 7 أيار 2008.

وعدّت المصادر أن "إيران اليوم مزهوة بالانتصار الذي تعتقد أنها حققته ضد الغرب، وبمساعدة ​روسيا​ في ​سوريا​، ومن ثم فمن الطبيعي أن تتشدد في موقفها من سلاح "حزب الله"، لكن في نهاية الأمر هي قبلت بالتسوية في موضوع برنامجها النووي"، معتبرة "أنها ستتوصل إلى تسوية فيما يتعلق بسلاح "حزب الله" عندما تتضح معالم التسوية الإقليمية الشاملة".