"لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ"(مر١٧:٢).

اعتاد الفرّيسيّون والكتبة تعيير الناس وإدانتهم، أي الحكم عليهم وفرزهم كأنّهم بذلك هم قدّيسون وأبرار وأنقياء ولا شائبة فيهم. بالمقابل، نراهم يرمون الأحجار من أيديهم وينسحبون عندما قال لهم الرّبّ: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أوّلاً بحجر"!(يو ٧:٨). اقتراف الخطايا ضعف وانحراف، ويُصبح مرضًا يلزمه شفاء. الله تجسّد ليشفينا ويعيدنا أصحّاء، وكلّ مرّة نتوب فيها ونعترف نشفى. الكنيسة تصلّي وتناجي الرّبّ قائلةً له: "يا طبيب نفوسنا وأجسادنا"، وذلك لأنّها تؤمن برحمته وقدرته. بالمقابل أذهل الرّبّ ​يسوع المسيح​ ​اليهود​ عندما قال للمفلوج :"يا بني مغفورة لك خطاياك" (مر٥:٢)، إذ أراد أن يفهم الجميع أن شفاء النفس يأتي أوّلًا. فما أجمل هذه النبوءة عن الربّ يسوع المسيح التي قالها الله بلسان النبيّ: "وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا" (سفر ملاخي ٤: ٢).

*رئيس قسم الإنتاج في المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام.