أشار نائب رئيس المجلس النيابي السابق ​ايلي الفرزلي​ الى ان الهدف الأساسي من المشاورات الضرورية التي بدأها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ اليوم في قصر بعبدا هو تحديد واضح لمفهوم النأي بالنفس، بصرف النظر عمّا سينتج عمليا عن هذه المشاورات، لافتا الى انّه بعدما سعى الرئيس السابق ​ميشال سليمان​ في لقاء بعبدا لتعميم هذا المفهوم للحؤول دون تمدد ​حزب الله​ في ​سوريا​ بعد سقوط القصير، علما انّهم كانوا قد حولوا ​لبنان​ مقرا وممرا للمخلين بالأمن السوري، كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله واضحا تماما بالتعاطي مع "النأي بالنفس" بسياق حماية لبنان ودعوة من يريد الاقتتال الى الذهاب الى ساحات أخرى مشتعلة وتحييد الساحة اللبنانية.

واعتبر الفرزلي في حديث لـ"النشرة" ان "هناك اليوم من يدعو لتحديد مفهوم النأي بالنفس على أساس الخروج من كل الساحات وتعطيل فعالية حزب الله، علما ان الأخير أعلن الانسحاب من ​العراق​ وأكد ان لا وجود له في ​اليمن​، اما بالموضوع السوري، فيبدو واضحا ان المعركة شارفت على نهايتها والروس اعلنوا انهم بصدد تخفيض عدد قواتهم هناك".

عودة العلاقات مع ​السعودية

ورأى الفرزلي ان تحديد مفهوم النأي بالنفس مجددا انطلاقا من المشاورات التي بدأها الرئيس عون، أمر لا بد منه، خاصة وان رئيس الجمهورية اليوم شخصية مطمئنة للجميع بخلاف الرئيس السابق، مشددا على ان المشاورات ستكون علمية ودقيقة وواضحة، ونتوقع نهايات سعيدة لها تحصن الوحدة الوطنية التي ظهرت جلية في المحنة الأخيرة.

وشدد الفرزلي على ان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لا يُعتبر بالقانون والدستور مستقيلا، لافتا الى انّه رئيس وزراء فعلي وقانوني، معتبرا انّه "ليس المطلوب ان يخرج من الثوب السعودي بل ان تعود العلاقات اللبنانية-السعودية الى سابق عهدها وطبيعتها بعيدا عن الجو الذي استُدرجت له لتصبح بموقع المُهدد"!.

محرك الأزمة لبناني!

وأشار الفرزلي الى "اننا كنا بصدد أزمة جدية أساسها العميق هو محاولات بعض الشخصيات في الداخل اللبناني استدراج واستنهاض السعوديين الى موقع ما كان يجب ان ينجرّوا اليه"، مؤكدا قناعته بأن المحرك الاساسي وسبب الازمة "داخلي لبناني".

وتحدث الفرزلي عن "موقف دولي أظهر مرة جديدة ان الاستقرار اللبناني مسألة مركزية، فبعد كل ما مر على لبنان والمنطقة منذ العام 2011، نجحنا بتحييد بلدنا، وهذا ليس بالأمر البسيط والسهل، فهل نذهب للتفجير فيما سوريا والعراق يخرجان منه"؟. واضاف: "لا شك ان وجود كل هذه الاعداد من ​النازحين السوريين​ والفلسطينيين يجعل من استقرار لبنان ركيزة اساسية لاستقرار ​اوروبا​، وهو ما ساهم بتفادي الانفجار مؤخرا".