كشفت مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" أن "رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ يبلغ من يلتقيهم ومنهم قادة ​تيار المستقبل​ بأنه إذا لم ينجح ​لبنان​ في النأي بنفسه عن الحروب الإقليمية، وإذا لم يعد ​حزب الله​ عن تدخلاته في عدد من ​الدول العربية​، لا سيما ​دول الخليج​ و​اليمن​، فإن هناك أخطاراً جدية على استقرار البلد، وأنه لن يستمر في موقف التريث في تقديم استقالته من الحكومة وستصبح استقالته نافذة"، مذكرة ان "تصريحات الحريري التي يؤكد فيها أن تريثه في الاستقالة هو لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده من ​الحرائق​ والحروب بالمنطقة، وتطبيق ​سياسة النأي بالنفس​ عملياً بالممارسات والسياسات المتبعة والالتزام باتفاق الطائف ليست للاستهلاك بل هدفها ترجمة ما يطالب به إلى أفعال واقعية، من دون أن يعني ذلك أنه لا يعطي هذه الفرصة المجال للتوصل إلى نتيجة بعدما وجد تجاوباً من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ وفق ما قال إثر اجتماعه بالثاني الأربعاء الماضي".وشددت المصادر على انه "من الصعب القفز فوق أسباب الاستقالة".

ورأت المصادر أن "اعتبار الحريري أن عون وبري أبديا جدية في التوصل إلى نتائج جدية يعود إلى أنهما حليفين لحزب اللهويشاركان من هذا الموقع في النقاش حول الصيغة العملية للنأي بالنفس معه ومع غيره. وهناك اعتقاد لدى قيادات محيطة بالرئيس عون بأنه أكثر المؤهلين للعب هذا الدور مع حزب الله كرئيس قوي حصد دعماً سياسياً وشعبياً لمواقفه الأخيرة، خصوصاً من حزب الله"، مضيفة:"الاتصالات التي يجريها الحريري وعون وبري، واللقاءات التي ينوون القيام بها، يفترض كي تنجح، أن يواكبها تحرك خارجي، لا سيما أوروبي غير معلن، مع ​إيران​ كي تسهّل إبعاد حزب الله عن حروب المنطقة، والمنطق يفترض أن يكون هذا التحرك الخارجي أكثر تأثيراً من التحرك الداخلي. وترجح أن يلعب الجانب الأوروبي والفرنسي دوراً رئيساً في هذه الاتصالات، مع ​طهران​، مستندة إلى أن ​أوروبا​ وقفت إلى جانب الحفاظ على الاتفاق الدولي على الملف النووي مع إيران بخلاف سعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التراجع عنه، وأنه يفترض بطهران أن تراعي هذا الموقف، بالقبول مع الأوروبيين بانكفاء حزب الله عن ساحات التدخل العربية".