شكلت وسائل التواصل الإجتماعي في ​لبنان​ في السنوات الاخيرة منبرا لحرية الرأي والتعبير من جهة ومتنفسا لـ"فشة الخلق" من جهة اخرى. وبالرغم من ان الطابع السياسي هو الطاغي إلا انه لا يزال للمواضيع الإجتماعية حيزا مقبولا على هذه المواقع، كما تشكل المواضيع الفكاهيّة مادة مهمة للترفيه كلما احتاج اللبناني طاقة يتنفس منها بعد ان تثقله السياسة بهمومها.

#خفها شوي"، وسم إنتشر بكثافة على ​مواقع التواصل الإجتماعي​ ولاقى استحسانا عند شريحة واسعة من الناشطين فاختار كل ناشط موضعا معينا وغرّد بالطريقة التي يريدها بعيدا عن اجواء التشنج التي ترافق "الوسم" السياسي في اغلب الاوقات.

جورج اختار الرجل المتزوج ليصوّب عليه فكتب "برّات البيت عاملّي عنتر إي قوم بقا"، فيما توجه خالد الى كل شخص يعتبر نفسه يفوق الآخرين بمستوى الذكاء قائلا "قمة الغباء ان تفكر نفسك اذكى واحد بين الجميع، وانك أفهم من الكل، وانك قادر أن تضحك على الجميع"، من جهتها علّقت زينب قائلة "ليس كل متعلم مثقف وذو اخلاق راقية"، وتوجهت هيام الى الذين يقحمون انفسهم في المواضيع السياسية فكتبت: "خلّي السياسة لاهلها وخفها علينا"، ووافقها محمد رأيها بالقول "يا لبناني صرعت راس العالم تحليلات سياسية ولعيت نفسنا".

حسين بلال وشربل غريب تطرقا الى المواضيع الدينية التي يدخلها البعض الى العالم الالكتروني فعلّق شربل بالقول "لأن لديهم دين يظنون انهم معفون من أن تكون لهم أخلاق"، فيما رأى حسين انه "اذا كنت تفهم قليلاً في الدين فلا تحاسب العالم "خفها شوي". ورأت بتول ان "الحياة بسيطة جداً ولا تحتاج إلى التعقيد".

من ناحية اخرى اكد ماهر أن "لا أحد فوق القانون او تحته الجميع امام القانون سواسية كأسنان المشط". رشا مكي علّقت على الفتيات اللواتي يعتبرن انفسهن اميرات ولا يعملن بالقول: "تكتب على بروفايلها i dont work im a princess وهي كل يوم تتلقى "بهدلة" من أمّها كي تنظف الدرج"، ودعا رامي الجميع الى التواضع قائلا: "فيك وبلاك الحياة بتكمل خفها شوي".

وشدد حسين يونس على اننا "لا نثق بأي مستبد وظالم يمنع البشر من حقوقهم الإنسانية"، فيما لفتت غادة الى ان "التجهيل هو سلاح اجتماعي مدمّر، يقوم على الكذب، وخلط المعلومات، وترديد هذا الخليط على شكل إشاعات"، مؤكدة اننا "مع الإعلام الحر، ولكن في الوقت نفسه مع الإعلام المسؤول والواعي لدوره ورسالته". وكما العديد من اللبنانيين الذين يدخلون السياسية في كل شيء اعتبر محمد اسماعيل أن "حماية المقاومة وسلاحها اصبحت محلّ عناية اكثرية اللبنانيين وانسجامهم وطموحاتهم لانه سلاح الدفاع عن الارض والكرامة"، داعيا من يعادي المقاومة ان "خفها شوي".

وفي الختام، تبقى مواقع التواصل الاجتماعي ساحة واسعة تضم جميع فئات المجتمع اللبناني بمختلف مستوياتهم العمرية والفكرية والثقافية على امل ان تتوحد الآراء حول فكرة واحدة وهي ايجاد الحلول لمختلف الازمات التي تضيب المجتمع اللبناني.