رأى ​السيد علي فضل الله​ ان "حبُ الوطنِ لا ينبغي أنْ يُخرجَ الإنسانَ عنِ القيمِ والمبادئِ التي أرادَ اللهُ له أن يعيشَها.. أو أنْ يكونَ على حسابِ كرامتِه وإنسانيتِه وعيشِه الكريم، وحبُ الوطنِ لا ينبغي أن يتحولَ إلى عصبيةٍ، بحيثُ يتحولُ إلى مقياسٍ للتفاضلِ، فيرى أنَّ وطنَه دائماً على حقٍ أو لا يرى الخيرَ فيما يصدرُ عنِ الأوطانِ الأخرى، حتى لو كان حقاً وعدلاً". وقال: "لا نريدُ لحبِّ الوطنِ أن يكونَ شعاراً نتغنى به، بل قضيةً نلتزمُ بها، لكن لا بمعنى الرضا بالواقعِ، بل بتحملِ المسؤوليةِ ومواجهةِ الآلام والمشكلاتِ، لبناءِ الحياةِ العزيزةِ واستعادةِ الكرامةِ في الوطنِ.".

وفي كلمة له خلال افتتاح اتحاد مجالس أصدقاء المبرات نشاطه الثقافي الوطني لموسم 2017-2018 في قرية الساحة التراثية، أشار إلى "أنَّنا منْ هذا المنطلقِ، ومن موقعِ إيمانِنا، نعبرُ عنْ حبِّنا للوطنِ، ونعبرُ عنه عندما نحفظُه ممن يتعرضونَ له بتهديدٍ.. بأنْ ندافعَ عنهُ في وجهِ كلِّ معتدٍ وطامعٍ، ونبذلَ جهودَنا من أجلِ أنْ نبقيَه موحداً حراً عزيزاً كريماً، ونمنعَ عنه عبثَ العابثينَ، فالذينَ يحبونَ الوطنَ همْ حراسُه، والذين يدافعونَ عنْهُ، لا الذينَ لا يبالونَ بذلكَ أو الذينَ قد يساعدونَ العدوَّ عليه لحساباتِهم الخاصةِ، واللهُ في كتابِه الكريمِ عززَ موقعَ الذينَ يبذلونَ دماءَهُم من أجلِ أوطانِهم، واعتبرَهم شهداءَ، عندما قال: "من ماتَ دونَ أرضِه فهوَ شهيدٌ".. فيما وردَ عنْ رسولِ اللهِ (ص): "إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ يبغضُ رجلاً يدخلُ عليه في بيتِه ولا يقاتلُ".

وأكَّد أن "لا يقتصر الأمرُ في التعبيرِ عنِ الحبِ للوطنِ على الدفاعِ عنه أو حفظِه، رغمَ أهميةِ ذلكَ، فهناك تعبيرٌ آخرُ عن هذا الحبِّ، يتمثلُ باحترامِ قوانينِه وأنظمتِه، والمحافظةِ على منشآتِه، والاهتمامِ ببيئتِه ومقدراتِه، واستثمارِ طاقاتِه وإعمارِ أرضِه.. وبأنْ يعملَ كلُّ مواطنٍ على تطويرِه، ليكونَ أفضلَ الأوطانِ، أنْ لا يبخلَ بإمكاناتِه عليه.... فحمايةُ الوطنِ ليسَتْ على الحدودِ فحسْب، ولكن أيضاً في اقتصادِه وسياستِه ووحدتِه وتماسكِه وتكاتفِ أهلِه، وبأنْ يكونَ وطنَ عدلٍ ومحبةٍ وخيرٍ وتعاونٍ وبذلٍ وعطاءٍ، وطناً يشعرُ فيه الإنسانُ بإنسانيتِه وكرامتِه وعزتِه، وطناً بعيداً عنِ الاستئثارِ والفسادِ والظلمِ.. وحبُ الوطنِ يكونُ بحبِّ كلِّ أبنائِه، بمدِّ جسورِ التواصلِ، مهما كانَ الاختلافُ في الدينِ أو المذهبِ أو الموقعِ السياسيِّ، فالوطنُ ينبغي أنْ يكونَ جامعاً" وأضاف "إنَّنا أحوجُ ما نكونُ في مرحلةِ اهتزازِ الأوطانِ إلى تعزيزِ هذا الحبِّ وإلى التربيةِ عليه، وأنْ نعتبرَ ذلكَ جزءاً منْ إيمانِنا، بلْ جزءاً أساسياً منه. وبذلك، نحفظُ استقلالَ أوطانِنا، ونواجهُ كيدَ الأعداءِ الذينَ يريدونَ النيلَ منْ وحدتِها وحريتِها واستقرارِها، أو يريدونَ إضعافَ حضورِها في ميادينِ الحضارةِ والتقدمِ، وإبقاءَها في دائرةِ الجهلِ والتخلّفِ والحاجةِ، ليسهلَ استلابُها".

وختم بالقول: "تعالوا لنجسّدَ في لبنانَ الجمالَ والرسالةَ، ليكونَ أنموذجاً في المنطقةِ والعالمِ، لا في تنوعِ طوائفِه ومكوِناته وتعدّدِها فقط، بل في وحدةِ أبنائِه أيضاً، لنكونَ على الصورةِ التي يحبُّها اللهُ.. ولنعمَلْ على تأصيلِ إنسانيتِنا، لنحصلَ على راحةِ العقلِ والقلبِ والضميرِ والحياةِ.. وبذلك، نعمرُ وطنَنا ونجعلُه حقاً أجملَ الأوطانِ".

من جهته، أشار أمين عام ​المدارس الكاثوليكية​ في لبنان، ​الأب بطرس عازار​، إلى أنَّ لبنان يفقد كلّ مكوناته إذ لم نقف معه مناضلين من أجل العيش المشترك، فعلينا أن نؤمن بالحرية المسؤولة لنبني الوطن، ليكون هذا الوطن وطناً يليق بالإنسان، ولنربي أجيالنا على حبه، ونحن مصرون على التنشئة على العدل في أدياننا، فالله هو العدل، ونحن مدعوون إلى أن نناضل من أجل العدالة، لنكون دائماً مواطنين صالحين نؤمن بمواطنيتنا الصّالحة...