على وقع ترددات "الزلزال" الذي أحدثه فوز دمشق وحلفائها بمعركة السباق إلى الحدود، والإمساك بـ"المفتاح الذهبي" الذي يفتح طريق العبور من طهران مروراً ببغداد ودمشق، وصولاً إلى بيروت، والذي دفع واشنطن وحلفاءها سريعاً للتوجُّه صوب الانتقام من إيران وحزب الله، سيما بعد تقصُّد ظهور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؛ اللواء قاسم سليماني، من أرض رحى المُنازلة (البوكمال) على أشلاء هزيمة مشروعهم، وبعد نسف خطة الحرب ضد حزب الله في لبنان،والتي تمّ التمهيد لها عبر إجبار رئيس الحكومة سعدالحريري على تقديم استقالته من الرياض، ومن ثم احتجازه، سارعت الأخيرة إلى إنزال خطة بديلة، بانت أولى خيوطها عبر إعادة حشد الدول الأربعين وراءها، ضمن ما يسمى "التحالف الإسلامي العسكري"، تحت عنوان "محاربةالإرهاب"، والمقصود بنظر كل هذا الحشد: حزب الله.. ويتم الاجتماع على وقع وصول أسراب من الطائرات الحربية السعودية والإماراتية إلى قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، حسبما كشفت معلومات صحفية ألمانية.

ووفق المعلومات التي عاد وأكدها "مركزفيريل" الألماني للدراسات، فإن الخطوة اللاحقة من وراء إعادة "إحياء عظام" هذا التحالف مجدداً، تكمن في انتظار "الضوء الأخضر" الأميركي لتوجيه ضربات باتجاه مواقع لحزب الله في سورية ولبنان، مع ترجيح استهداف "إسرائيلي" بالتزامن ضد بطاريات دفاع جوي سوري، دون تحديد مواقع الاستهداف، وتكشّف أن من بين الطائرات التي حطّت في القاعدة الجوية الأردنية، طائرات من نوع "أف 16" متعددة المهام،أرسلتها الإمارات بقيادة العقيد الإماراتي سعيد حسن، ورجحت المعلومات ارتباط "الحراك النشط" في تلك القاعدة التي أُخضعت لحراسة أمنية مشددة، حسب توصيفها، بخطة توجيه ضربات جوية لمواقع حزب الله في الجنوب اللبناني والجولان السوري، بحيث تسلك الطائرات المعادية، وتحاشياً لردّ الدفاعات الجوية السورية، خطاً جوياً إلى غربي الأردن، لتدخل"إسرائيل" على خط تسديد ضرباتها من فوق فلسطين المحتلة.. لكن لحزب الله رأي آخر.

تدرك ​تل أبيب​ ان الانخراط في هذا المخطط هو بمنزلة انتحار، وتعريض كل الكيان "الإسرائيلي" لخطر وجودي، خصوصاً أن حزب الله لن يكون وحده هذه المرة على خطوط المواجهة كما كان الحال إبان حرب تموز 2006؛ ربطاً بقرار توحيد الجبهات في كل المنطقة الذي سبق وأعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، سيما أن مقاتليه في سورية، والجيش السوري، وباقي الحلفاء في محور المقاومة، باتوا أكثر استعداداً الآن لمواجهة أي حرب"إسرائيلية" أو حليفة لها تُفرض على أي ضلع من أضلع هذا المحور بعد إنجاز العمليات العسكرية الكبرى، والأهم على الأرض السورية، كما العراقية، حيث يكشف أحد قادة "الحشد الشعبي"العراقي عن جهوزية فرق كاملة من "الحشد" وحركة "النجباء" وكتائب "حزب الله العراق" للتدخُّل فيما لو ارتكبت تل أبيب أو ما يسمى "التحالف الإسلامي العسكري" بقيادة السعودية أي حماقة ضد حزب الله.

دمشق بدورها كانت سدّدت رداً تحذيرياً غير مسبوق يوم 16 منشهر تشرين الأول الماضي، حين آثرت توجيه رسالة نارية استباقية إلى تل أبيب، وكانت هامة جداً في مدلولاتها، عبرت على متن صاروخ أرض - جو أطلقه الجيش السوري من موقع شرقي دمشق باتجاه طائرات "إسرائيلية" كانت تحلّق في الأجواء اللبنانية، حينها أكدت معلومات صحفية فرنسية أن الصاروخ لاحَق الطائرات إلى داخل تلك الأجواء، وأصاب إحداها بشكل مباشر. هذا الحدث "غير المتوقَّع" الذي استنفر حينها كل المؤسسات الأمنية والاستخبارية في "إسرائيل"، حسب إشارة المعلومات، عبر إلى تل أبيب بمنزلة رسالة تحذيرية تفيد بأن الأجواء اللبنانية والسورية باتت واحدة، وعليه تنقل وكالة نروجية عن المحلل العسكري في صحيفة "فرانكورتر الغيمانيه" الألمانية، ترجيحه وصول تقارير أمنية ألمانية لمسؤولين في القيادة العسكرية "الإسرائيلية"، حملت تحذيرات جديدة من مغبة "التورُّط" بأي استهداف لمواقع عسكرية سورية أو لحزب الله، سيما بعد حادث تفجير المبنى في حيفا، حيث شككت التقارير بالرواية "الإسرائيلية"، مدرجة إياه بـ"أحد المواقع الحساسة"الذي تعرّض لخرق أمني لا يقل خطورة عن الخرق المماثل في مطار بن غوريون منذ شهور خلت"، وفق إشارته.

جملة أحداث قادمة "لن تكون عادية" في المنطقة، حسب توصيف خبير عسكري روسي أشار إلى تجهيز صواريخ باليستية بانتظار تحديد إشارة انطلاقها من اليمن باتجاه أهداف سعودية حساسة لأول مرة في قلب الرياض، رداً على تصعيد سعودي خطير في غضون المرحلة القريبة المقبلة، مقابل نصر عسكري كبير يحققه الجيش السوري في أحد أخطر المعاقل المسلحة في غوطة دمشق، كاشفاً عن إبلاغ رئيس الاستخبارات الروسية الذي حط في تل أبيب الخميس الماضي، موفَداً من الرئيس ​فلاديمير بوتين​، رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، عن جهوزية عسكرية "غير مسبوقة" على طول الحدود اللبنانية - السورية مع "إسرائيل"، محذراً إياه من أن ردّ دمشق سيكون "صادماً" حيال أي ضربات ضد بطاريات دفاعها الجوي، " وحيث عممت الأوامرالعسكرية بالمبادرة فوراً إلى ملاحقة الطائرات "الإسرائيلية" واستهدافها خارج الأجواء السورية"، حسب إشارته.