صرف رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ النظر عن التعديل الحكومي ومعه وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ بعد ان كثرت ردود الفعل الرافضة لهذا التعديل لَيس فقط من الرئيس ​نبيه بري​ ورئيس اللقاء الديمقراطي النيابي ​وليد جنبلاط​ ، بل من قوى سياسية اخرى مشاركة في الحكومةعلى أساس انه من الاجدى الانصراف الى تفعيل العمل الحكومي بدلا من تعيين وزراء جدد لنفس الحقائب لكل من تياري "الوطني الحر "و"المستقبل" واستخدام الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية في السادس من أيار المقبل الى مزيد من الانتاج في شتى الحقول . هذا ما أفادت به مصادر الحريري وباسيل نتيجة للاتفاق الباريسي الذي عقد بين الرجلين نهاية الاسبوع الماضي .

واضافت "اما بالنسبة للبيان المنتظر الذي سيتضمن عزوف الحريري عن الاستقالة التي كان قد اعلنها في الرابع من الشهر الماضي في الرياض فقد تم التفاهم على خطوطه العريضة في باريس تمهيدا لطرحه على مجلس الوزراء في جلسة ستعقد هذا الاسبوع بعد استكمال جس نبض بعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة لتحصينه واقناع ​السعودية​ بان الحكومة وضعت معايير جديدة ل​سياسة النأي بالنفس​ ترمي الى منع التدخل الايراني في السياسة الداخلية اللبنانية وكذلك سحب مقاتلي ​حزب الله​ من ​العراق​ و​سوريا​ في مرحلة أولى ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية من ناحية اخرى للتفاهم على مصير سلاح الحزب بعد ضمان انسحاب ​اسرائيل​ من الاراضي التي لا تزال تحتلها من جنوب البلاد ."

تابعت المصادر تقول ان البيان "سيحتوي على فقرة أساسية تركز على اهمية الحفاظ على علاقات لبنان مع جميع الدول العربية ولا سيما الخليجية منها فعلا لا قولا ويترجم ذلك في عدم شن هجمات اعلامية عليها لانها تدخلت في شؤون دولة عربية اخرى ."

وقالت المصادر ان الحريري سيدعو ال جلسة لمجلس الوزراء لاقرار البيا ن بعد استكمال الاتصالات عليه في بيروت بعد ان اطلعت على مضمونه ​فرنسا​ ايضا .

واشارت ان باريس تمضي في اجراء اتصالات مباشرة مع اسرائيل بالطرق الديبلوماسية بعد الاتصال الهاتفي الذي كان قد أجراه الرئيس ​إيمانويل ماكرون​ برئيس الوزراء الاسرائيلي بن يمين نتنياهو طالبا منه الانسحاب من الاراضي اللبنانية التي يحتلها وفقا لقرارات ​مجلس الامن الدولي​ . كما اجرى ماكرون اتصالات بالدول الفاعلة ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن وبالأمين العام للامم المتحدة ​انطونيو غوتيريس​ للضغط على اسرائيل لإنهاء احتلالها لأجزاء من الاراضي اللبنانية وهذا ما ينزع مبرر استمرار حيازة الحزب للسلاح .

ولفتت الى ان الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن لبنان بعد استقبال ماكرون الحريري في قصر الاليزيه مستمرة وستعرض نتائجها في اجتماع وزراء خارجية "مجموعة الدول الداعمة للبنان في المجالين السياسي والامني" و ذلك في الثامن من الشهر الجاري اي يوم الجمعة المقبل وسيشارك فيه وزراء خارجية اميركا و​روسيا​ وبريطانيا و​الصين​ وفرنسا وغوتيريس والامين العام ل​جامعة الدول العربية​ احمد ابو الغيط وبالنأكيد الوزير باسيل وفي بعض المعلومات قد ينضم اليهم الرئيس الحريري والرئيس ماكرون قبيل اختتام الاجتماع . وتوقعت المصادر ان البيان الختامي لهذا الاجتماع سيكون مهما لجهة اعادة التأكيد على تحصين الاستقرار السياسي والامني للبنان ومنع امتداد اي شرارة حرب من سوريا او من سواها لاندلاع قتال فوق أراضيه .