لاحظت مصادر سياسية تسارع التطورات السياسية والميدانية في المنطقة، مشيرة الى ان الأشهر القليلة المقبلة ستكون مهمة بالنسبة للأزمات في المنطقة، ابتداء ب​اليمن​ مرورا ب​سوريا​ و​العراق​ وصولا الى ​فلسطين​ والوضع في لبنان .

ورأت المصادر، ان التطورات الاخيرة في اليمن يمكن ان تكون مقدمة لتسوية سياسية ما، اذا شعرت المملكة العربية ​السعودية​ و​دول الخليج​ ان القوة العسكرية لم تحل المشاكل ولن تحلّها، واذا لاقتها ​ايران​ بتبديد هواجس العرب من تمددها السياسي والعسكري في دولهم، مع قناعة دولية بإبرام صفقات سياسية على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب".

وتخوفت المصادر من ان يكون الملف الفلسطيني مع توجه الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ الى نقل السفارة الاميركية الى القدس، والأجواء التي تعكس رغبة سعوديّة بإنجاز صفقة لحل المشكلة الفلسطينية واقناع السلطة بأن تكون عاصمة دولة فلسطين مدينة غير القدس، سببا أساسيا في تفجير المنطقة.

وإعتبرت المصادر ان مجمل هذه التطورات لا بد وان تكون لها انعكاساتها على الوضع الداخلي اللبناني الذي لم تتم معالجته حتى الساعة، وان كان هناك جدية من قبل الجميع ليعود رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ نهائيا عن استقالته على أن يجتمع ​مجلس الوزراء​ اللبناني خلال الساعات القليلة المقبلة لإعلان التسوية المنتظرة لهذه الازمة .

وفي هذا السياق تقول المصادر ان موقف ​حزب الله​ هو موقف أساسي لإنهاء الازمة ، وهو كما تشير المعلومات يؤكد حرصه على تسهيل مهمة رئيس الحكومة ، ولعب دورا استعابيا خلال استقالة الحريري وبعدها ومن ثم إثر عودته الى لبنان .

وبالرغم من ان المصادر لا تملك معلومات محددة عما يمكن ان يقدمه حزب الله للحريري لاقناع السعوديين بالتسوية، لكنها لفتت الى ان رئيس الحكومة اللبنانية لم يعد كما كان قبل استقالته يدور في فلك السياسة السعودية مئة بالمئة، بل اصبح هناك دور فرنسي وأوروبي سيمكّنه من اتباع سياسة مستقلة الى حدّ ما عن هذا المحور من دون ان يعرض علاقاته مع الرياض الى القطيعة .

ويضاف الى هذا العامل الذي ربما يؤدّي الى تثبيت التسوية الجديدة، الوضع الدولي الذي أكّد في الايام القليلة الماضية حرصه على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي .

وتوقعت المصادر نفسها، في حال صحت التوقعات حول نجاح الاتفاق الجديد الذي لا بدّ وان يلبي الى حد ما مطالب الحريري، حصول تبدلات في التكتلات السياسية القائمة، حيث من المرتقب حصول لقاءات جديدة رباعيّة او خماسيّة تضم ​حركة امل​ وحزب الله و​التيار الوطني الحر​ و​الحزب التقدمي الاشتراكي​، تمهيدا لتعاون وثيق بينهم في الانتخابات النيابية المقبلة يسمح لهم بالتحكم في المقاعد النيابية، وبالتالي رسم صورة جديدة للسياسة اللبنانية قائمة على استقرار الاوضاع الداخلية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وعدم السماح للدول الاخرى بالتدخل في الشؤون اللبنانيّة، والعمل على ان يصبح لبنان بلد الحوارات كما يريد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ بدل ان يكون مركزا للصراعات .

وخلصت المصادر الى الاعتقاد بأنه اذا بقي التناغم الروسي-الاميركي قائما حول أزمات المنطقة العربية، ولم تخرج ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتأرجحة، عن مسار التفاهم القائم حاليا لابعاد شبح الحروب، فإن لبنان سيشهد استقرارا سياسيا وأمنيا واقتصاديا مع بوادر الاستفادة من ثرواته النفطية، وانه في حال بروز اي تطورات دولية سلبية في اتجاه التصعيد، لن يكون لبنان بمنأى عن التداعيات السلبية لهكذا توجه .