يستفيض الإنجيلي يوحنا بكلامه على النور الذي هو ​المسيح​.
فيفتتح إصحاحه الأوّل معلنًا بأن المسيح هو الحياة وهذه الحياة هي نور الناس (يو٣:١).
نور المسيح ليس من هذا العالم ولا يدركه ظلام، لا بل يبدّد ظلام الخطيئة. العالم كان رازحًا تحت ثقل خطاياه، وكان بحاجة لأن يقوم وتشرق عليه شمسُ البر. فالدّعوة لبيت يعقوب في العهد القديم: ”يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلُمَّ فَنَسْلُكُ فِي نُورِ الرَّبِّ“(إش ٥:٢)، هي لكلّ واحدٍ منّا. ”لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ“(أفسس ٨:٥).

كان العالم ينتظر هذا النّور إذ تنبّأ به الأنبياء:
”الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ“(إش ٢:٩).

وهذا تحقّق في مجيء يسوع، من هنا نسمع متّى الإنجيلي ينادي الإعلان ذاته لسكّان الجليل. (مت ١٦:٤). أدرك القدّيس يوحنا المعمدان هذا الأمر منذ اللحظة الأولى فشهد له واستشهد. (يو٧:١). ويكمل الإنجيليّ يوحنا شارحًا ان هذا النّور الذي هو المسيح: ”كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ، آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ“. (يو٨:١-١٠). فأعطِنا يا ربُّ أن لا نقعَ في دينونة ​اليهود​، أي أن نرفض النّور ولا نُقبِل إلى الحق. (يو١٩:٣-٢١).

نهاية، أكّد الرّبّ يسوع المسيح في شفائه لأعمى بركة سلوام أنّه نور العالم(يو٥:٩) ونحن بالتّالي مدعوون لنكون أبناء النور (يو ٣٦:١٢).

*رئيس قسم الإنتاج في المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام.