لم يكن قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ بنقل السفارة الاميركية الى ​القدس​ مفاجئًا بشكل كبير نظراً للمسار الذي اتبعه ترامب منذ بداية ولايته، هذا القرار الذي أراد الرئيس الاميركي من خلاله أن يفرض السلام أمراً واقعاً وبنتيجة تقوم بعض ​الدول العربية​ بتطبيع العلاقات مع ​اسرائيل​، إلا أنه ومن جهة أخرى سيزيد التشنّج في ​العالم العربي​ خصوصاً المتمسك ب​القضية الفلسطينية​...

"هذا القرار هو استكمال لمسار كامل دخلت فيه أميركا منذ مدّة وهو منسّق عربياً مع بعض الدول العربية وخصوصاً ​السعودية​ و​الامارات​ وهما ترضيان بالتطبيع مع اسرائيل". هكذا يبدأ الباحث في الشؤون الدولية ​جمال واكيم​ شرحه عن هذه المسألة وخلفيّات القرار الاميركي، معتبراً عبر "النشرة أن "هذا الامر هو تحضير لاعلان المصالحة العربية مع اسرائيل في القمة العربية المقبلة"، مشيرا الى أن "في هذا القرار تصفية للقضية الفلسطينية ورضى بالشروط الاسرائيلية وأبرزها أن تكون القدس عاصمة اسرائيل". في حين أن الخبير في الشؤون الدولية ​قاسم قصير​ رأى أن "خطوة نقل السفارة الأميركية الى القدس كانت واردة في البرنامج الانتخابي لترامب ولن يرحب بها أحد سوى اسرائيل وحتى السعودية لن تدعمها علنا وهذا الامر سيؤدي الى تجميع كل القوى المناهضة في المنطقة ضد القرار الاميركي".

"نقل السفارة الاميركية الى القدس سيحدث انفجاراً كبيراً في المنطقة ويقضي على مفاوضات التسوية بشأن القضية الفلسطينية". هذا ما يؤكده قصير، مشيراً الى أن "هذا القرار حسم قضية القدس لمصلحة اسرائيل وهذا سيؤدي الى تفجير القضية الفلسطينية ويؤدي الى حصول انتفاضة جديدة يشارك فيها الفلسطينيون وتمتدّ الى خارج هذه الرقعة لتشمل العالم العربي ومحور الممانعة تحديداً". أما واكيم فيتعبر أن "أميركا وبهذا القرار قامت بالخطوة الاخيرة عبر جعل القدس عاصمة لاسرائيل وهذا لا يعني نهاية القضية الفلسطينية"، موضحًا في نفس الوقت الى أن "الحرب اندلعت في ​سوريا​ لاستهداف المقاومة ودخول ​حزب الله​ فيها هو لالهائه عن الصراع العربي الاسرائيلي، وايران وحزب الله اليوم عليهما أعباء كثيرة ولكن أيا من تلك الدول وحتى ​العراق​ لن يسكت عن هذه الخطوة خصوصاً وأن الصراع في سوريا والعراق و​لبنان​ هو جزء من المعركة الفلسطينية وليس معزولاً عنها".

يرى واكيم أن "ترامب أكد أن الرؤساء الاميركيين السابقين اتخذوا قرار نقل السفارة الى القدس منذ أكثر من عشرين عاماً دون تنفيذه ولكن هو فعلها"، لافتاً الى أنه "ومنذ اتفاق كامب دايفيد الى الان لم يكن حق العودة مطروحاً أو حتى الاعتراف بدولة فلسطينية"، مشيرا الى أنه "وفي هذا القرار نسف للصراع العربي-الاسرائيلي، وفي قمة الرياض الاخيرة حكي عن صلح تاريخي بين الدول العربية واسرائيل وغادر ترامب القمة الى اسرائيل مباشرة ليبلغها هذا القرار".

تعتبر خطوة اميركا متفجّرة بنقل سفارتها الى القدس بسبب عدم حصدها اعترافا عالميًّا باستثناء جمهوريّة التشيك... لتبقى العين على الجامعة العربيّة ودورها الّذي لم يقدّم ولم يؤخّر منذ نشأتها وحتى اليوم وعلى ما سيقوم به الفسطينيون والدول التي تدعم القضية الفلسطينية للردّ على هذا القرار.