تتكلّم الرسالة إلى العبرانيين أن الرّبّ ​يسوع المسيح​ هو كاهن على رتبة ملكي صادق. (عب 5: 6، 7: 21،17)، مُردّدةً بذلك ما أتى في المزمور 110 "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ"(مز4:110)، ومؤكّدةً "له كهنوتٌ لا يزول"، قُدُّوسٌ... أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ(عب 7).

في العهد القديم كان الكهنوت محدّدًا من الله لسبط لاوي(عدد 3)، وكان وعد الله المنتظر بالملوكيّة لداود من سبط يهوذا( 2 صم 12:7-16).

في العهد القديم لم يجتمع الملك والكهنوت معًا، باستثناء المكابيين الذين كانوا كهنة من سبط لاوي، وكانوا قد انتزعوا المُلكَ من الحكّام اليونانيين بعد انتصارهم عليهم.

بالقابل تأتي فرادة شخص ملكي صادق الذي جمع بشخصه الكاهن والملك معًا، وذلك عندما أخرج خبزًا وخمرًا، وباركَ إبراهيم من الله بعد عودته من معركته منتصرًا(تك 18:14-20).

التّشابه بين ملكي صادق والمسيح:

-كلاهما جمع في شخصه الكهنوت والمُلك.

-ملكي صادق اسمٌ من أصلٍ سامي معناه "ملك البرّ" وهو ملك شاليم(السلام)، وعلى الأرجح كان ملك أورشليم "مدينة السلام". والرّبّ يسوع كان ملك السلام والبرّ.

-ظهر ملكي صادق فجأة ولا يُعرف أصلُه وجيلُه. وهكذا يسوع من أب سماويّ.

-كان ملكي صادق كاهن الله العليّ الذي أخرج خبزًا وخمرًا لإبراهيم وباركه(تك 1٨:١٤-20)، والرّبّ قدّم نفسه ذبيحة وباركنا.

-الاثنان ليسا من سبط لاوي، وليس لكهنوتهما بداية معروفة ولا نهاية، وكانت لملكي صادق أسبقيّة على إبراهيم وعلى الكهنة الذين تسلّموا منه. من هنا تقول الكنيسة المسيح الكاهن على رتبة ملكي صادق أي (ترتيب τάξη) (مز 110: 4 / عب ٢٠:٦ / و١:٧-٢٢).

في النهاية، "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ". إستمرّ هذا القسم بالوعد للآباء والأنبياء في العهد القديم ليتحقّق بالتجسّد، وبكلّ الأحداث الخلاصيّة اللاحقة التي تمّمها الرّبّ يسوع المسيح الذي جمع بتجسّده المُلك والكهنوت، تمامًا كما جمَعَ الطّبيعَتَين الإلهيّة والبشريّة. هذا هو مخلّصنا وإلهنا، له المجد إلى الآبد. آمين.