على مشارف انتهاء العام الحالي وبعد أن أعلن السياسيون اللبنانيون تأييدهم لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار من العام المقبل، انطلق الحديث في "الصالونات" عن التحالفات المقبلة واحتمالات الفوز والخسارة لكل طرف، اضافة لانطلاق عمل الماكينات الانتخابية للأحزاب والمرشحين ولو بصورة مستترة تسبق الشهر الأول من العام المقبل حيث يفترض أن تُعلن أسماء المرشحين.

بعد أن أقفل باب تسجيل المغتربين اللبنانيين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة على رقم بلغ 92810، انتقل الملف الى ​وزارة الداخلية والبلديات​ للتدقيق بالملفات وتحديد المقبول منها وكيفية توزّعهم على ​الدوائر الانتخابية​ المحددة بالقانون الجديد. وهنا علمت "النشرة" من مصدر مقرّب من الثنائي الشيعي ​حزب الله​ و​حركة أمل​، أن الداخلية أنهت حتى اليوم دراسة ما يقارب 82 بالمئة من الملفات، على أن تنهي عملها قبل نهاية العام الجاري وإعطاء صورة واضحة للأحزاب للتحضير للانتخابات.

وتكشف المصادر عن الأرقام التي انتهت إليها "الداخلية" من مجموع ما أنهت دراسته، فيتبين أن أعداد المغتربين المسلمين المسجلين يساوي تقريبا أعداد المسيحيين. وهنا بعض الأرقام التفصيلية لدى الطائفة ​المسيحية​: ​الموارنة​ 20048، الروم ​الارثوذكس​ 5326، ​الروم الكاثوليك​ 3478، ​الأرمن​ 1943، والاقليات 1393. أما عند المسلمين فتوزعت الأرقام كالتالي: ​الشيعة​ 18102، السنة 10643، ​الدروز​ 3614، العلويون 191. كذلك كان لافتا وجود 12806 مسجلا من دون مذهب، الأمر الذي تعيده المصادر لكون هؤلاء قد تسجلوا عبر استخدام جواز سفرهم الذي لا يحدّد المذهب، مشيرة الى أن الداخلية ستعمل على ذكر مذاهبهم بالفترة المقبلة، مما يعني حدوث بعض التعديلات الاضافية بالأرقام النهائية التي ستصدر بعد الانتهاء من تدقيق كل ملفات المسجلين.

وترى المصادر أن تقارب أعداد المسجلين المسلمين والمسيحيين يعني أن "الاغتراب المسيحي" لم يشارك بكثافة بعمليات التسجيل كما كان متوقعا، خصوصا وان أعداد هؤلاء في الخارج تفوق أعداد المسلمين، ولكن يبقى الأهم كيفية تركّز الأرقام حسب الدوائر.

وفي هذا الإطار تكشف المصادر عن أرقام المسجلين في بعض المدن، وأرقام المسجلين الشيعة فيها: زحلة 3478 من بينهم 192 شيعي، بعلبك 2413 فيهم 1074 شيعة، صيدا 947 مسجلا من ضمنهم 147 شيعيا، جزين 1448 من بينهم 162 شيعيا، زهراني 2758 منهم 1895 شيعيا، صور 4887 فيهم 4430 شيعيا، النبطية 2190 من بينهم 1981 شيعيا، بنت جبيل 2915 من ضمنهم 2546 شيعيا، مرجعيون 2741 من ضمنهم 2298 شيعيا والهرمل التي لم تشهد عمليات تسجيل كبيرة ضمت 215 مسجلا، من ضمنهم 183 شيعيا.

يكمن توزّع أغلب المسجلين الشيعة في الجنوب اللبناني وذلك بحسب المصادر كون أغلبية المغتربين من هذا المذهب هم من الجنوبيين، بالاضافة الى كون المحازبين من ضمنهم هم من الجنوبيين أيضا، مشيرة الى أن القارتين الاوروبية والافريقية شكلتا "مركز ثقل" المسجلين الشيعة. وتضيف المصادر: "كان لافتا في الارقام الواردة أعلاه ضعف التسجيل في صيدا وجزين، اذ أن المسجلين هناك لن يغيّروا من واقع الانتخابات التي ستجري في تلك الدائرة".

في الانتخابات النسبية القائمة على الصوت التفضيلي يصبح للصوت الواحد تأثيرا مضاعفا، وبالتالي فإن دوائر الجنوب التي تعتبر "حصينة" و"صعبة" على خصوم الثنائي الشيعي، ستصبح أكثر حصانة وصعوبة بعد أن زادت أعداد الناخبين في الدوائر ما يعني ارتفاع حصيلة "الناتج الانتخابي" الذي يحتاج من يريد أن يدخل الندوة البرلمانية الوصول اليه. فكيف ستكون الصورة في الدوائر المسيحية الحساسة؟.