أوضحت مصادر سياسية مطّلعة، أن التطرّق إلى الإستحقاق الإنتخابي في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ مع رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​، ليس الحلقة الأولى في مسلسل البحث الإنتخابي في التحالفات التي يستعدّ لها تيار "المستقبل" في كل الدوائر الإنتخابية.

ورأت المصادر السياسية في حديث إلى "الديار" أن "قطار ​الإنتخابات النيابية​ قد انطلق بعد الإجماع الذي تحقّق أخيراً بين الرئاسات الثلاث على وجوب الذهاب إلى الإستحقاق النيابي على أساس القانون النسبي، وبعيداً عن أي اقتراحات تعديل لبنوده، وذلك بمعزل عن كل التوقّعات المسبقة وحسابات الربح والخسارة بالنسبة للقوى السياسية والحزبية البارزة".

ولفتت المصادر إلى ان " رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، يكرّر أمام زوّاره، وبشكل شبه يومي، تمسّكه بحصول الإنتخابات في موعدها في أيار المقبل ومن دون أي تأخير. وأوضحت أن هذا الموقف قد جرى إبلاغه إلى أكثر من موفد ديبلوماسي غربي وعربي زار بيروت مؤخراً، ذلك أن الإستحقاق هو الذي سيخلط الأوراق على الساحة الداخلية، ويرسم التوازنات السياسية في ساحة النجمة، انطلاقاً من البرلمان العتيد".

وأشارت المصادر السياسية ذاتها، إلى أن من أبرز شروط المجموعة الدولية الداعمة للبنان، كان إجراء الإنتخابات النيابية وعدم الذهاب نحو أي تأجيل جديد مهما كانت الظروف، مؤكدة أن بناء السلم الأهلي في لبنان لا يتم إلا من خلال احترام ​الدستور​ وتفعيل المؤسّسات وتعزيز مفهوم الدولة.

ومن الناحية العملية، فقد اعتبرت المصادر السياسية عينها، أن انفتاح رئيس الحكومة على التحالف مع قوى وأحزاب لم يسبق أن تعاون معها انتخابياً، قد أطلق مروحة من التحرّكات والخطط في أوساط كل المعنيين بالإستحقاق، في محاولة لجوجلة الترشيحات وغربلة المواقف المعلنة، والتي تخفي بين سطورها تلويحاً بالتصعيد خلال المرحلة المقبلة، وذلك تحت عنوان "الحملات الإنتخابية" بينما الهدف هو إعادة التموضع في تحالفات جديدة.