منذ عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى لبنان، باتت علاقته مع رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ "تحت المجهر". الثاني، الذي كان أوّل المهللين لاستقالة الحريري منذ اعلانها، يحاول اليوم بشتى الطرق البحث عن طريقة للملمة بقايا العلاقة التي تصدّعت جرّاء ما اعتبره البعض طعن للحريري في ظهره. كما أن خطاب "بقّ البحصة" الذي أطلقه الحريري منذ أيام، رفع منسوب تراشق السهام بين ​تيار المستقبل​ والقوات اللبنانية، وآخرها كان الأخذ والرد بين أمين عام تيار المستقبل ​أحمد الحريري​ ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ​شارل جبور​.

الا أن كلام الحريري خلال جلسة في بيت الوسط يوم أمس عبّد الطريق ربّما أمام التقاء الجانبين على مبدأ "عفا الله عمّا مضى". فقط أكد الحريري أن "لدينا علاقات جيدة مع القوّات لكنني أرى أن الإعلام يضخم الأمور أكثر مما يفترض. بالتأكيد نتمنى أن تكون العلاقة أفضل، وهم أيضا يتمنون ذلك، هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح وسيصار إلى ذلك".

بعيداً عن الوسط السياسي، انتقل هذا الاشتباك الكلامي بين المستقبل والقوات إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وتحت وسم "#بين قريطم ومعراب"، غرّد ناشطو مواقع التواصل، وانقسموا بين محلّل للوضع العام، ومتّهم لجعجع بتخلّيه عن حليفه، وغاضب من الحريري لأنه "باع القضية ل​حزب الله​".

مناصرو القوات شنّوا هجوماً كبيراً على تيار المستقبل بشخص رئيس الحكومة سعد الحريري. فرأى شربل طنوس أن "ما بال تيار المستقبل يبحث عن مشاكل مع أي أحد، حملة ضد الوزير السابق ​أشرف ريفي​ والقوات والمردة، واضح أنها موجهة، لكن المفترض أن مشكلتهم مع حزب الله، يبدو أن مشكلتهم مع انفسهم". أما ميلاد الموشة فكان أشد قسوة في وصفه للأمور، فاعتبر أن "قريطم قلعة للتجارة والصفقات أما معراب فهي قلعة للوفاء والصمود والعنفوان".

ووصف أنطوني عبد الأحد أن "الفرق بين قريطم ومعراب هو كالفرق بين السماء و الأرض. لِمعراب قائد حكيم لا يساوم و لا يتنازل عن مبادئه لو مهما كلّف الأمر، و لقريطم "زعيم" غير ناضج، تنازل عن القضية وعن دم أبيه وعن مبادئ ١٤ أذار ورضَخَ للحزب المتّهم بقتل والده. للأسف لقد خيّبت ظنّ الكثيرين". ولفت جوي جرجس إلى أن "بين قريطم ومعراب قطبة مخفية، أو بحصة في البئر الذي كان يشرب منه "سمير المؤمنين". بالنهاية إنْ "بقّ هالبحصة او خَلاّها مخفيّة"، كل الناس فهمت من الغدّار والصورة شبه مكتملة".

أما جان بيار عندوس، فأشار إلى أنه "لا بد من شكر بعض قياديي تيار المستقبل على ما فعلوه، وهذا الهاشتاغ يلخص ما جنت يديهم. وأخيراً تحية للأوفياء في تيار المستقبل من جمهور وقياديين وعلى عهد باقون جنباً إلى جنب".

بدوره، ردّ مناصرو الحريري على اتهامات القوات. فقال حازم مخور "هل رأيت يا شيخ سعد؟ بيدك تكشف الحقيقة. أطلت الغياب في ​السعودية​، وهناك ناس بكت من أجل ولم تنم الليل، لكن هناك أشخاص غدروا وطعنوا بك وكانوا يريدون القضاء عليك".

أما المغردة "عبق الجنوب"، فرأت أنه "عندما كان الحريري بالسعودية، الجميع كان يقول انه في الاقامة الجبرية، وجعجع والقوات كانوا يقولون أنه غاضب من حزب الله ولن يأتي حتى ينسحب الحزب من أزمات المنطقة، "يا بلا وفاء". وأشار عباس زهري إلى أن "ما بني على باطل فهو باطل، فمكان تيار المستقبل ليس في معراب".

الإعلامي يزبك وهبة نظر إلى الموضوع بشكل متفائل، ورأى أن "هناك فترة لوم ٍ وعتاب... ولكن إطمئنوا سيعود الدفء وتُفتح الأبواب". أما الإعلامي علي شعيب، فأشار إلى أنه "لاشك أن اي خلاف سياسي بين فريقين هناك مستفيد ثالث اذا فكرنا بالمصلحة الخاصة ، لكن اي خلاف بين اللبنانيين، المتضرر الوحيد على المستوى الوطني هو البلد".

ستبقى الأمور ضبابية حتى يُخرج الحريري البحصة من فمه، ويوضح طبيعة العلاقة بينه وبين جعجع. فهل سيعود الدفء بين الحليفين؟.