رأى السيد ​علي فضل الله​ في خطبة يوم الجمعة ان "قضية ​القدس​ اعادت الحرارة إلى الأمة وأمدَّتها بالحيوية والحضور، بعدما كادت الحياة تموت فيها.. وقد جاءت الأيام السابقة منذ صدور قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، لتبرهن مجدداً عن عمق حضور قضية القدس في وجدان العرب، المسلمون منهم والمسيحيون، ولتؤكّد أنّ كل الأزمات التي عصفت بهم طوال السنوات الماضية، لم تنسهم هذه القضيّة، كما كان يخطط، فهي محفورة في وجدانهم وقلوبهم، وهو ما عبرت عنه مسيرات الاحتجاج الحاشدة التي خرجت في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وفي الخارج، أو في المواجهات التي جرت وتجري مع كيان العدو الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وفي المواقف التي صدرت أو البيانات الرسمية التي خرجت عن الجامعة العربية والقمة الإسلامية".

وأضاف "نحن أمام ذلك، نحيي كلّ الأصوات والأقلام والمواقف والتضحيات التي عبَّرت عن وفائها للقدس ولكل فلسطين، وإن كنا ننتظر مواقف أكثر فعاليةً وقوةً من الجامعة العربية والقمة الإسلامية، تكون بمستوى خطورة ما جرى وما يمكن أن يجري، وتلبي طموحات الشعوب العربية والإسلامية، ولكن هذا ما اعتدنا عليه، فالشّعوب في وادٍ، وأغلب الحكام العرب والمسلمين في واد آخر"، لافتا إلى اننا "نرى أهميّة الاستمرار بهذا الحضور، وأن لا يكون سحابة صيف، فإن استمرّ، فسيحرج الإدارة الأميركية ــ بالطبع ــ وسيدفعها إلى إعادة النظر في قرارها، أو إلى تجميده، وإلى منع أي خطوة أخرى مماثلة، فأميركا لن تعود عن هذا القرار إلا إذا شعرت بأن ما جرى كان مكلفاً، ولن يكون هبَّة وانفعالاً، بل سيكون انتفاضة وحركة شعب لا يريد أن يستمرّ مسلسل التنازلات، بل أن يسترجع ما أخذ منه من حقوق".

وأكد ان "المطلوب من الشّعوب أن تكون على مستوى خطورة هذا الحدث وتداعياته، والمواقف التي تتخذ لا بد من أن تأخذ هذا الأمر بالحسبان.. وعليها أن لا تعتبر نفسها أدَّت قسطها إلى العلى بأن قامت بما قامت به، فما قامت به هو أول الطريق، وهناك الكثير مما ينبغي أن يعمل، فالصّراع الذي يجري ليس مع دولة عادية، بل مع دولة كبرى تملك الكثير من الإمكانات ومواقع التأثير، وهذا يستوجب المزيد من التخطيط والجهد والنفس الطويل"، مشددا على انه "سنبقى نراهن، كما راهنا سابقاً، على الشعب الفلسطيني، لا لنضع المسؤولية عليه وحده، فهي مسؤولية الجميع، ولكننا نراهن عليه نظراً إلى حجم تأثير تحركه وحضوره في الميدان.. وهذا يستدعي منه الوحدة والخروج من الانقسام الذي يعانيه، كما يستدعي مد يد الدعم المعنوي والمادي له، وهو الذي يعاني الحصار والتضييق والإفقار.. وهنا تقع المسؤولية على عاتق الحكومات العربية والإسلامية، فإن لم تحرك جيوشها وقواها لتحرير القدس وفلسطين، فلتحرك أموالها لخدمة هذا الشعب وتعزيز صموده".