أكد النائب في تيار "المستقبل" ​خالد زهرمان​ ان ملف التحالفات الانتخابية مفتوح على كل الاحتمالات، لافتا الى ان المشهد لم يتضح تماما بعد، على ان تتبلور الصورة بعد رأس السنة. وقال: "التقارب مع ​التيار الوطني الحر​ يمهد لتحالف انتخابي معه في المرحلة المقبلة".

وأشار زهرمان في حديث لـ"النشرة" الى انّه وبموضوع العلاقة مع "القوت"، "فان الأمور توحي بالايجابية، مرجحا ان يكون هناك حلحلة قريبة للأزمة". وأضاف: "اذا كان هناك حقيقة خلاف مع القوات في مواضيع محددة، الا ان مسيرة طويلة وعناوين وطنية تجمعنا بهم، لذلك نحن واثقون اننا قادرون على تخطي هذه المرحلة".

الوضع في المنطقة "مخيف"

وردا على سؤال، شدد زهرمان على ان رئيس الحكومة و​تيار المستقبل​ ​سعد الحريري​ "لا يزال بدون شك متمسك بالعناوين الرئيسية الاستراتيجية كرفضه المطلق للسلاح غير الشرعي ولقتال ​حزب الله​ في ​سوريا​، الا ان نظرته الحالية للأمور تختلف عن نظرته السابقة بعدما أدرك حجم المخاطر المحيطة بنا، ما جعله يضع الاستقرار أولوية، ما أدى لانتقال نقاط النزاع الأخرى الى مرتبة ثانية".

ووصف زهرمان ما يحصل في المنطقة بـ"المخيف"، لافتا الى انّه "وفي حال لم يتم تحصين الوضع الداخلي، فقد تأتي أي تسوية مقبلة للمنطقة على حسابنا". وأضاف: "في حال دخل البلد في متاهات أمنية أدّت الى خرابه فبماذا ستنفعنا العناوين السيادية حينها؟ لذلك ارتأينا ان يكون تأمين الاستقرار هو الأولوية".

وأكد زهرمان ان استقالة الحريري الأخيرة أدّت المهمة المطلوبة منها لجهة احداثها "الصدمة الايجابية بعد مرحلة من اتباع سياسة النعامة اي وضع الرأس بالرمال من خلال التغاضي عن التدخلات بشؤون الدول العربية".

التحالف مع حزب الله مستبعد

وأشار زهرمان الى ان التحالف بين تيار "المستقبل" وحزب الله "أمر مستبعد بخلاف التحالفات مع باقي الفرقاء والتي تبدو احتمالاتها كبيرة سواء مع التيار الوطني الحر او المردة او الرئيس ​نبيه بري​ او حتى الكتائب والقوات"، مشددا على العلاقة الخاصة التي تجمع "المستقبل" بالحزب "التقدمي الاشتراكي".

واعتبر زهرمان ان تياره "خرج أقوى شعبيا بعد الأزمة الأخيرة"، لكنّه شدد في الوقت عينه على ان "الخيارات التي يتخذها الحريري ليست لرفع شعبيته، وهو ما ظهر جليا في التسوية الرئاسية التي أدّت بوقتها لتراجعه شعبيا". وأضاف: "رئيس الحكومة يبدّي المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، لأنّه يعي أنّه حتى ولو دفع ثمن الاستقرار من شعبيته فذلك يبقى خيارا سليما مقارنة بتبديته المصلجة الحزبية على تلك الوطنية ما قد يؤدي الى حرب أهلية يدفع البلد ككل ثمنها، وبماذا سيستفيد من شعبيته في حينها"!.

تفاؤل بانتاجية حكومية

وتطرق زهرمان للعمل الحكومي، فشدد على ان هناك الكثير من الملفات المستعجلة على طاولة مجلس الوزراء ومعظمها معقّد وغير سهل التعاطي معه. وأضاف: "لكن منسوب التفاؤل عالٍ لدينا في المرحلة الراهنة باعتبار ان هناك توافق على تحييد الامور السياسية والانصراف لمعالجة الامور الاجتماعية التي تهم اللبنانيين وأبرزها ملفات الكهرباء والنفايات والموازنة وغيرها".

وأشار زهرمان الى ان "انتاجية الحكومة في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات مصلحة لكل الفرقاء الذين فقدوا كثيرا من شعبيتهم خلال فترة الشغور الرئاسي، حين اعتبر اللبنانيون ان الطبقة السياسية لا تتعاطى بجدية مع الملفات التي تعنيهم".