كشفت أوساط مطلعة انه لا يزال الوضع متوترا وغير مستقيم على خط العلاقات اللبنانية - ​السعودية​ الرسمية، وهذا الأمر واضح من خلال الازمة الدبلوماسية الحاصلة بين الدولة اللبنانية والدولة السعودية وذلك على خلفية الحملة الإعلامية التي يتعرض لها من قبل الإعلام السعودي الموجه من الدولة السعودية رمز الدولة اللبنانية رئيس الجمهورية، وأيضا على خلفية التعاطي غير السليم من قبل المملكة العربية السعودية في موضوع تعيين ​الحكومة اللبنانية​ سفيرا جديدا للبنان في السعودية وهو السفير ​فوزي كبارة​.

وأشارت الاوساط في حديث إلى "الديار" إلى أنه ومنذ حوالى 5 أشهر على هذا التعيين وحتى اليوم لم تعلن القيادة السعودية في الرياض عن قبول تعيين السفير اللبناني الجديد في الرياض بالرغم من مرور الوقت الأكثر من كاف على وجوب إعطاء جواب على هذا التعيين، فالقيادة السعودية حتى هذه اللحظة لم تعلن عن رفضها لهذا التعيين كما أنها في نفس الوقت لم تعلن بعد عن قبولها لهذا التعيين وفق ما تقتضيه الأصول والقواعد الدبلوماسية، بل أن القيادة السعودية عن سابق تصور وتصميم لا تزال تترك هذا الأمر معلقا على خلفية الأزمة الأخيرة المتعلقة بإعلان الرئيس ​سعد الحريري​ استقالته الملتبسة من الرياض وما تبعها من مواقف قوية حاسمة وحازمة لرئيس الدولة اللبنانية ساهمت بإحباط التداعيات السياسية التي كانت متوقعة من وراء تلك الاستقالة على الساحة المحلية، بالرغم من أن لبنان الرسمي وانطلاقا من احترامه للعلاقات العربية - العربية وللأصول الدبلوماسية، وببادرة حسن نية قد قبِل تعيين السفير السعودي وليد اليعقوب لديه ولكن ​وزارة الخارجية اللبنانية​ وضمن منطق التعامل بالمثل لم تمنحه بعد موعدا لتقديم أوراق اعتماده الى حين تلقي جواب من الرياض عن مصير تعيين السفير اللبناني الجديد هناك.

إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية بارزة أن "ترك مسألة معالجة هذ الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية في ​مجلس الوزراء​ إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، قد ترافق مع حراك فرنسي على خط معالجة هذه الأزمة وذلك على خلفية إبقاء الأزمة تحت السيطرة ومنع تفاقم تداعياتها على لبنان الذي هناك حرص دولي على تحصين وحماية استقراره السياسي وتحصين وضعه الأمني، خصوصا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد فشل المفاوضات بين وفديّ ​الدولة السورية​ والمعارضة في جنيف، وفي ظل غياب الحلول الإقليمية والدولية الناجعة لأزمة اليمن التي تشهد مزيدا من التوتر والكباش السعودي والإيراني، والذي من المتوقع بحسب كل المعطيات أن ترتفع وتيرة هذا التوتر والكباش بعد اطلاق «جماعة انصار الله» الحوثي صاروخا باليستيا جديدا باتجاه الرياض.